وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وزيادة ( بعد ثبوتها ) مع أن الزلل لا يتصور إلا بعد الثبوت لتصوير اختلاف الحالين وأنه انحطاط مع حال سعادة إلى حال شقاء ومن حال سلامة إلى حال محنة .
والثبوت : مصدر ثبت كالثبات وهو الرسوخ وعدم التنقل وخص المتأخرون من الكتاب الثبوت الذي بالواو بالمعنى المجازي وهو التحقق مثل ثبوت عدالة الشاهد لدى القاضي وخصوا الثبات الذي بالألف بالمعني الحقيقي وهي تفرقة حسنة .
والذوق : مستعار للإحساس القوي كقوله تعالى ( ليذوق وبال أمره ) . وتقدم في سورة العقود .
والسوء : ما يؤلم . والمراد به : ذوق السوء في الدنيا من معاملتهم معاملة الناكثين عن الدين أو الخائنين عهودهم .
و ( صددتم ) هنا قاصر أي بكونهم معرضين عن سبيل الله . وتقدم آنفا . ذلك أن الآيات جاءت في الحفاظ على العهد الذي يعاهدون الله عليه أي على التمسك بالإسلام .
فسبيل الله : هو دين الإسلام .
وقوله تعالى ( ولكم عذاب عظيم ) هو عذاب الآخرة على الرجوع إلى الكفر أو على معصية غدر العهد .
وقد عصم الله المسلمين من الارتداد مدة مقام النبي A وما ارتد أحد إلا بعد الهجرة حين ظهر النفاق فكانت فلتة عبد الله بن سعد بن أبي سرح واحدة في المهاجرين وقد تاب وقبل توبته النبي A .
( ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون [ 95 ] ما عندكم ينفد وما عند الله باق وليجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون [ 96 ] ) الثمن القليل هو ما يعدهم به المشركون إن رجعوا عن الإسلام من مال وهناء عيش .
وهذا نهي عن نقض عهد الإسلام لأجل ما فاتهم بدخولهم في الإسلام من منافع عند قوم الشرك . وبهذا الاعتبار عطفت هذه الجملة على جملة ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ) وعلى جملة ( ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم ) لأن كل جملة منها تلتفت إلى غرض خاص مما قد يبعث على النقض .
والثمن : العوض الذي ياخذه المعاوض . وتقدم الكلام على نظير هذا عند قوله تعالى ( ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فارهبون ) في سورة البقرة . وذكرنا هناك أن ( قليلا ) صفة كاشفة وليست مقيدة أي أن كل عوض يؤخذ عن نقض عهد الله هو عوض قليل ولو كان أعظم المكتسبات .
وجملة ( إنما عند الله هو خير لكم ) تعليل للنهي باعتبار وصف عوض الاشتراء المنهي عنه بالقلة فإن ما عند الله هو خير من كل ثمن وإن عظم قدره .
و ( ما عند الله ) هو ما ادخره للمسلمين من خير في الدنيا وفي الآخرة كما سننبه عليه عند قوله تعالى ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ) الآية ؛ فخير الدنيا الموعود به أفضل مما يبذله لهم المشركون وخير الآخرة أعظم من الكل فالعندية هنا بمعنى الادخار لهم كما تقول : لك عندي كذا وليست عندية ملك الله تعالى كما في قوله ( وعنده مفاتح الغيب ) وقوله ( وإن من شئ إلا عندنا خزائنه ) وقوله ( وما عند الله باق ) .
و ( وإنما ) هذه مركبة من ( إن ) و ( ما ) الموصوله فحقها أن تكتب مفصولة ( ما ) عن ( إن ) لأنها ليست ( ما ) الكافة ولكنها كتبت في المصحف موصولة اعتبارا لحالة النطق ولم يكن وصل أمثالها مطردا في جميع المواضع من المصحف .
ومعنى ( إن كنتم تعلمون ) إن كنتم تعلمون حقيقة عواقب الأشياء ولا يغركم العاجل . وفيه حث لهم على التأمل والعلم .
وجملة ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) تذييل وتعليل لمضمون جملة ( إنما عند الله هو خير لكم ) بأن ما عند الله لهم خير متجدد لا نفاد له وأن ما يعطيهم المشركون محدود نافذ لأن خزائن الناس صائرة إلى النفاد بالإعطاء وخزائن الله باقية .
والنفاد : الانقراض . والبقاء : عدم الفناء .
أي ما عند الله لا يفنى فالأجدر الاعتماد على عطاء الله الموعود على الإسلام دون الاعتماد على عطاء الناس الذين ينفد رزقهم ولو كثر .
وهذا الكلام جرى مجرى التذييل لما قبله وأرسل إرسال المثل فيحمل على أعم ولذلك كان ضمير ( عندكم ) عائدا إلى جميع الناس بقرينة التذييل والمثل وبقرينة المقابلة بما عند لله أي ما عندكم أيها الناس ما عند الموعود وما عند الواعد لأن المنهيين عن نقض العهد ليس بيدهم شيء .
A E