وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والبلو : الاختبار . ومعنى إسناده إلى الله الكناية عن إظهار حال المسلمين . وله نظائر في القرآن . وضمير ( به ) يعود إلى المصدر المنسبك من قوله ( أن تكون أمة هي أربى من أمة ) .
ثم عطف عليه تأكيد أنه سيبين لهم يوم القيامة ما يختلفون فيه من الأحوال فتظهر الحقائق كما هي غير مغشاة بزخارف الشهوات ولا بمكاره مخالفة الطباع لأن الآخرة دار الحقائق لا لبس فيها فيومئذ تعلمون أن الإسلام هو الخير المحض وأن الكفر شر محض .
وأكد هذا الوعد بمؤكدين القسم الذي دلت عليه اللام ونون التوكيد . ثم يظهر ذلك أيضا في ترتب آثاره إذ يكون النعيم إثر الإيمان ويكون العذاب إثر الشرك وكل ذلك بيان لما كانوا مختلفين فيه في الدنيا .
( ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون [ 93 ] ) لما أحال البيان إلى يوم القيامة زادهم إعلاما بحكمة هذا التأخير فأعلمهم أنه قادر على أن يبين لهم الحق من هذه الدار فيجعلهم أمة واحدة ولكنه أضل من شاء أي خلق فيه داعية الضلال وهدى من شاء أي خلق فيه داعية الهدى . وأحال الأمر هنا على المشيئة أجمالا لتعذر نشر مطاوي الحكمة من ذلك .
ومرجعها إلى مشيئة الله تعالى أن يخلق الناس على هذا الاختلاف الناشئ عن اختلاف أحوال التفكير ومراتب المدارك والعقول وذلك يتولد من تطورات عظيمة تعرض للإنسان في تناسله وحضارته وغير ذلك مما أجمله قوله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ) . وهذه المشيئة لا يطلع على كنهها إلا الله تعالى وتظهر آثارها في فرقة المهتدين وفرقة الضالين .
ولما كان قوله ( ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) قد يغتر به قصار الأنظار فيحسبون أن الضالين والمهتدين سواء عند الله وأن الضالين معذورون في ضلالهم إذ كان من أثر مشيئة الله فعقب ذلك بقوله ( ولتسألن عما كنتم تعملون ) مؤكدا بتأكيدين كما تقدم نظيره آنفا أي عما تعملون من عمل ضلال أو عمل هدى .
والسؤال : كناية عن المحاسبة لأنه سؤال حكيم تترتب عليه الإنارة وليس سؤال استطلاع .
( ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم [ 94 ] ) لما حذرهم من النقض الذي يؤول إلى اتخاذ أيمانهم دخلا فيهم وأشار بالإجمال إلى ما في ذلك من الفساد فيهم أعاد الكرة إلى بيان عاقبة ذلك الصنيع إعادة تفيد التصريح بالنهي عن ذلك وتأكيد التحذير وتفصيل الفساد في الدنيا وسوء العاقبة في الآخرة فكان قوله تعالى ( ولا تتخذوا ) تصريحا بالنهي وقوله تعالى ( تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم ) تأكيد لقوله قبله ( تتخذون أيمانكم دخلا بينكم ) وكان تفريع قوله تعالى ( فتزل قدم ) إلى قوله ( عن سبيل الله ) تفصيلا لما أجمل في معنى الدخل .
وقوله تعالى ( ولكم عذاب عظيم ) المعطوف على التفريع وعيد بعقاب الآخرة . وبهذا التصدير وهذا التفريع الناشئ عن جملة ( ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم ) فارقت هذه نظيرتها السابقة بالتفصيل والزيادة فحق أن تعطف عليها لهذه المغايرة وإن كان شان الجملة المؤكدة أن لا تعطف .
والزلل : تزلق الرجل وتنقلها من موضعها دون إرادة صاحبها بسبب ملاسة الأرض من طين رطب أو تخلخل حصى أو حجر من تحت القدم فيسقط الماشي على الأرض . وتقدم عند قوله تعالى ( فأزلهما الشيطان عنها ) في سورة البقرة .
وزلل القدم تمثيل لاختلال الحال والتعرض للضر لأنه يترتب عليه السقوط أو الكسر كما أن ثبوت القدم تمكن الرجل من الأرض وهو تمثيل لاستقامة الحال ودوام السير .
ولما كان المقصود تمثيل ما يجره نقض الأيمان من الدخل شبهت حالهم بحال الماشي في طريق بينما كانت قدمه ثابتة إذا هي قد زلت به فصرع . فالمشبه بها حال رجل واحد ولذلك نكرت ( قدم ) وأفردت إذ ليس المقصود قدما معنية ولا عددا من الأقدام فإنك تقول لجماعة يترددون في أمر : أراكم تقدمون رجلا وتؤخرون أخرى تمثيلا لحالهم بحال الشخص المتردد في المشي إلى الشيء .
A E