وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و التوكيد : التوثيق وتكرير الفتل . وليس هو توكيد اللفظ كما توهمه بعضهم فهو ضد النقض . وإضافته إلى ضمير ( الأيمان ) ليس من إضافة المصدر إلى فاعله ولا إلى مفعوله إذ لم يقصد بالمصدر التجدد بل الاسم فهي الإضافة الأصلية على معنى اللام أي التوكيد الثابت لها المختص بها . والمعنى : بعد ما فيها من التةكيد وبينه قوله ( وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ) .
والمعنى : ولا تنقضوا الأيمان بعد حلفها . وليس في الآية إشعار بان من اليمين ما لا حرج في نقضه وهو ما سموه يمين اللغو وذلك انزلاق عن مهيع النظم القرآني .
ويؤيد ما فسرناه قوله ( وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ) الواقع موقع الحال من ضمير ( لا تنقضوا ) أي لا تنقضوا الأيمان في حال جعلكم الله كفيلا على أنفسكم إذا أقسمتم باسمه فإن مدلول القسم أنه إشهاد الله بصدق ما يقوله المقسم : فيأتي باسم الله كالإتيان بذات الشاهد . ولذلك سمي الحلف شهادة في مواضع كثيرة كقوله ( فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ) . والمعنى : أن هذه الحالة أظهر في استحقاق النهي عنها .
والكفيل : الشاهد والضامن والرقيب على الشيء المراعى لتحقيق الغرض منه .
والمعنى : أن القسم باسم الله إشهاد لله وكفالة به . وقد كانوا عند العهد يحلفون ويشهدون الكفلاء بالتنفيذ قال الحارث بن حلزة : .
واذكروا حلف ذي المجاز وماق ... دم فيه العهود والكفلاء و ( عليكم ) متعلق ب ( جعلتم ) لا ب ( كفيلا ) أي أقمتموه على أنفسكم مقام الكفيل أي فهو الكفيل والمكفول له من باب قولهم : أنت الخصم والحكم وقوله تعالى ( وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ) .
وجملة ( إن الله يعلم ما تفعلون ) معترضة . وهي خبر مراد منه التحذير من التساهل في التمسك بالإيمان والإسلام لتذكيرهم أن الله يطلع على ما يفعلونه فالتوكيد ب ( إن ) للاهتمام بالخبر .
وكذلك التأكيد ببناء الجملة بالمسند الفعلي دون أن يقال : إن الله عليم . ولا : قد يعلم الله .
واختير الفعل المضارع في ( يعلم ) وفي ( تفعلون ) لدلالته على التجدد أي كلما فعلوا فعلا فالله يعلمه .
والمقصود من هذه الجمل كلها من قوله ( وأوفوا بعهد الله ) إلى هنا تأكيد الوصاية بحفظ عهد الأيمان وعدم الارتداد إلى الكفر وسد مداخل فتنة المشركين إلى نفوس المسلمين إذ يصدونهم عن سبيل الإسلام بفنون الصد كقولهم ( نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ) كما أشار إليه قوله تعالى ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ) إلي ( الله بأعلم بالشاكرين ) . وقد تقدم ذلك في سورة الأنعام .
ولم يذكر المفسرون سببا لنزول هذه الآية وليست بحاجة إلى سبب . وذكروا في الآية الآتية وهي قوله ( من كفر بالله من بعد إيمانه ) أن آية ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) إلى آخرها نزلت في الذين رجعوا إلى الكفر بعد الإيمان لما فتنهم المشركون كما سيأتي فجعلوا بين الآيتين اتصالا .
قال فبالكشاف : كأن قوما ممن أسلم بمكة زين لهم الشيطان لجزعهم ما رأوا من غلبة قريش واستضعافهم المسلمين وإيذانهم لهم ولما كانوا يعهدونهم إن رجعوا من المواعيد أن ينقضوا ما بايعوا عليه رسول الله A فثبتهم الله اه . يريد أن لهجة التحذير في هذا الكلام إلى قوله ( إنما يبلوكم الله به ) تنبئ عن حالة من الوسوسة داخلت قلوب بعض حديثي الإسلام فنبأهم الله بها وحذرهم منها فسلموا .
( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون [ 92 ] ) تشجيع لحال الذين ينقضون العهد .
A E