وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد اهتدى الخليفة عمر بن عبد العزيز " C " إلى ما جمعته هذه الآية من معاني الخير فلما استخلف سنة 99 كتب يأمر الخطباء بتلاوة هذه الآية في الخطبة يوم الجمعة وتجعل تلاوتها عوضا عما كانوا يأتونه في خطبة الجمعة من كلمات سب علي بن أبي طالب " Bه " . وفي تلاوة هذه الآية عوضا عن ذلك السب دقيقة أنها تقتضي النهي عن ذلك السب إذ هو من الفحشاء والمنكر والبغي .
ولم أقف على تعيين الوقت التي ابتدع فيه هذا السب ولكنه لم يكن في خلافة معاوية " Bه " .
وفي السيرة الحلبية أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام ألف كتابا سماه " الشجرة " بين فيه أن هذه الآية اشتملت على جميع الأحكام الشرعية في سائر الأبواب الفقهية وسماه السبكي في الطبقات " شجرة المعارف " .
وجملة ( يعظكم ) في موضع الحال من اسم الجلالة .
والوعظ : كلام يقصد منه إبعاد المخاطب به عن الفساد وتحريضه على الصلاح . وتقدم عند قوله تعالى ( فأعرض عنهم وعظهم ) في سورة النساء .
والخطاب للمسلمين لأن الموعظة من شأن من هو محتاج للكمال النفساني ولذلك قارنها بالرجاء ب ( لعلكم تذكرون ) .
والتذكر : مراجعة المنشي المغفول عنه أي رجاء أن تتذكروا أي تتذكروا بهذه الموعظة ما اشتملت عليه فإنها جامعة باقية في نفوسكم .
( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون [ 91 ] ) لما أمر الله المؤمنين بملاك المصالح ونهاهم عن ملاك المفاسد بما أومأ إليه قوله ( يعظكم لعلكم تذكرون ) فكان ذلك مناسبة حسنة لهذا الانتقال الذي هو من أغراض تفنن القرآن وأوضح لهم أنهم قد صاروا إلى كمال وخير بذلك الكتاب المبين لكل شيء . ولا جرم ذكرهم الوفاء بالعهد الذي عاهدوا الله عليه عندما أسلموا . وهو ما بايعوا عليه النبي A مما فيه : أن لا يعصوه في معروف . وقد كان النبي A يأخذ البيعة على كل من أسلم من وقت ابتداء الإسلام في مكة .
وتكررت البيعة قبيل الهجرة وبعدها على أمور أخرى مثل النصرة التي بايع عليها الأنصار ليلة العقبة ومثل بيعة الحديبية .
والخطاب للمسلمين في الحفاظ على عهدهم بحفظ الشريعة . وإضافة العهد إلى الله لأنهم عاهدوا النبي A على الإسلام الذي دعاهم الله إليه فهم قد عاهدوا الله كما قال ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) وقال ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) . والمقصود : تحذير الذين كانوا حديثي عهد بالإسلام من أن ينقضوا عهد الله .
و ( إذا ) لمجرد الظرفية لأن المخاطبين قد عاهدوا الله على الإيمان والطاعة فالإتيان باسم الزمان لتأكيد الوفاء . فالمعنى : أن من عاهد وجب عليه الوفاء بالعهد . والقرينة على ذلك قوله ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ) .
والعهد : الحلف . وتقدم في قوله تعالى ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ) في سورة البقرة . وكذلك النقض تقدم في تلك الآية ونقض الأيمان : إبطال ما كانت لأجله . فالنقض إبطال المحلوف عليه لا إبطال القسم فجعل إبطال المحلوف عليه نقضا لليمين في قوله ( ولا تنقضوا الأيمان ) تهويلا وتغليظا للنقض لأنه نقض لحرمة اليمين .
و ( بعد توكيدها ) زيادة في التحذير وليس قيدا للنهي بالبعدية إذ المقصود أيمان معلومة وهي أيمان العهد والبيعة وليست فيها بعدية .
و ( بعد ) هنا بمعنى ( مع ) إذ البعدية والمعية أثرهما واحد هنا وهو حصول توثيق الأيمان وتوكيدها كقول الشميذر الحارثي : .
بني عمنا لا تذكروا الشعر بعدما ... دفنتم بصحراء الغمير القوافيا أي لا تذكروا أنكم شعراء وأن لكم شعرا أو لا تنطقوا بشعر مع وجود أسباب الإمساك عنه في وقعة صحراء الغمير وقوله تعالى ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) وقوله ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ) .
A E