وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فالإشراك المقصود هنا هو إشراكهم الأصنام في صفة الإلهية مع الله تعالى فيتعين أن يكون المراد بالشركاء الأصنام أي الشركاء لله حسب اعتقادهم . وبهذا الاعتبار أضيف لفظ ( شركاء ) إلى ضمير ( الذين ظلموا ) في قوله تعالى ( شركاءهم ) كقول خالد بن الصقعب النهدي لعمرو بن معد يكرب وقد تحدث عمرو في مجلس قوم بأنه أغار على بني نهد وقتل خالدا وكان خالد حتضرا في ذلك المجلس فناداه : مهلا أبا ثور قتيلك يسمع أي قتيلك المزعوم فالإضافة للتهكم . والمعنى : إذا رأى الذين أشركوا الشركاء عندهم أي في ظنهم .
ولك أن تجعل لفظ ( شركاء ) لقبا زال منه معنى الوصف بالشركة وصار لقبا للأصنام فتكون الإضافة على أصلها .
والمعنى : أنهم يرون الأصنام حين تقذف معهم في النار قال تعالى ( وقودها الناس والحجارة ) .
وقولهم ( ربنا هؤلاء شركاؤنا ) إما من قبيل الاعتراف عن غير إرادة فضحا لهم كقوله تعالى ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم ) وإما من قبيل التنصل وإلقاء التبعة على المعبودات كأنهم يقولون هؤلاء أغرونا بعبادتهم من قبيل قوله تعالى ( وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا ) .
والفاء في ( فألقوا ) للتعقيب للدلالة على المبادرة بتكذيب ما تضمنه مقالهم أنطق الله تلك الأصنام فكذبت ما تضمنه مقالهم من كون الأصنام شركاء لله أو من كون عبادتهم بإغراء منها تفضحيا لهم وحسرة عليهم .
والجمع في اسم الإشارة واسم الموصول جمع العقلاء جريا على اعتقادهم إلهية الأصنام .
ولما كان نطق الأصنام غير جار على المتعارف عبر عنه بالإلقاء المؤذن بكون القول أجراه الله على أفواه الأصنام من دون أن يكونوا ناطقين فكأنه سقط منها .
وإسناد الإلقاء إلى ضمير الشركاء مجاز عقلي لأنها مظهره .
وأجرى عليهم ضمير جمع العقلاء في فعل ( ألقوا ) مشاكلة لاسم الإشارة واسم الموصول للعقلاء .
ووصفهم بالكذب متعلق بما تضمنه كلامهم أن أولئك آلهة يدعون من دون الله على نحو ما وقع في الحديث : " فيقال للنصارى : ما كنتم تعبدون فيقولون : كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم : كذبتم ما اتخذ الله من ولد " . وأما صريح كلامهم وهو قولهم ( هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك ) فهم صادقون فيه .
وجملة ( إنكم لكاذبون ) بدل من ( القول ) . وأعيد فعل ( ألقوا ) في قوله ( وألقوا إلى الله يومئذ السلم ) لاختلاف فاعل الإلقاء فضمير القول الثاني عائد إلى ( الذين أشركوا ) .
ولك أن تجعل فعل ( ألقوا ) الثاني مماثلا لفعل ( ألقوا ) السابق . ولك أن تجعل الإلقاء تمثيلا لحالهم بحال المحارب إذا غلب إذ يلقي سلاحه بين يدي غالبه ففي قوله ( ألقوا ) مكنية تمثيلية مع ما في لفظ ( ألقوا ) من المشاكلة .
والسلم " بفتح اللام " : الاستسلام أي الطاعة وترك العناد .
( وضل عنهم ما كانوا يفترون ) أي غاب عنهم وزايلهم ما كانوا بفترونه في الدنيا من الاختلافات للأصنام من أنها تسمع لهم ونحو ذلك .
( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون [ 88 ] ) لما ذكر العذاب الذين هم لاقوه على كفرهم استأنف هنا بذكر زيادة العذاب لهم على الزيادة في كفرهم بأنهم يصدون الناس عن اتباع الإسلام وهو المراد بالصد عن سبيل الله أي السبيل الموصلة إلى الله أي إلى الكون في أوليائه وحزبه . والمقصود : تنبيه المسلمين إلى كيدهم وإفسادهم والتعريض بالتحذير من الوقوع في شراكهم .
وزيادة العذاب : مضاعفته .
والتعريف في قوله تعالى ( فوق العذاب ) تعريف الجنس المعهود حيث تقدم ذكره في قوله تعالى ( وإذا رأى الذين ظلموا العذاب ) لأن عذاب كفرهم لما كان معلوما بكثرة الحديث عنه صار كالمعهود وأما عذاب صدهم الناس فلا يخطر بالبال فكان مجهولا فناسبه التنكير .
والباء في ( بما كانوا يفسدون ) للسببية . والمراد : إفسادهم الراغبين في الإسلام بتسويل البقاء على الكفر كما فعلوا مع الأعشى حين جاء مكة راغبا في الإسلام مادحا الرسول A بقصيدة : .
" هل اغتمضت عيناك ليلة أرمدا A E