وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( ثم ) للترتيب الرتبي لأن إلجامهم عن الكلام مع تعذر الاستعتاب أشد هولا من الإتيان بالشهيد عليهم . وليست ( ثم ) للتراخي في الزمن لأن عدم الإذن لهم مقارن لبعث الشهيد عليهم . والمعنى : لا يؤذن لهم بالمجادلة عن أنفسهم فحذف متعلق ( يؤذن ) لظهوره من قوله تعالى ( ولا هم يستعتبون ) .
A E ويجوز أن يكون نفي الإذن كناية عن الطرد كما كان الإذن كناية عن الإكرام كما في حديث جرير بن عبد الله ( ما استأذنت رسول الله منذ أسلمت إلا أذن لي ) . وحينئذ لا يقدر له متعلق أو لا يؤذن لهم في الخروج من جهنم حين يسألونه بقولهم ( ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ) فهو كقوله تعالى ( فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون ) .
والاستعتاب : أصله طلب العتبى والعتبى : الرضى بعد الغضب . يقال : استعتب فلان فلانا فأعتبه إذا أرضاه قال تعالى ( وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين ) .
وإذا بني للمجهول فالأصل أن يكون نائب فاعله هو المطلوب منه الرضى تقول : استعتب فلان فلم يعتب . وأما ما وقع في القرآن منه مبنيا للمجهول فقد وقع نائب فاعله ضمير المستعتبين كما في هذه الآية وكما في قوله تعالى في سورة الروم ( فيومئذ لا تنفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون ) وفي سورة الجاثية ( فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون ) . ففسره الراغب فقال : الاستعتاب أن يطلب من الإنسان أن يطلب العتبى اه .
وعليه فقال : استعتب فلم يستعتب ويقال : على الأصل استعتب فلان فلم يعتب . وهذا استعمال نشأ عن الحذف . وأصله : استعتب له أي طلب منه أن يستعتب فكثر في الاستعمال حتى قل استعمال استعتب مبنيا للمجهول في غير هذا المعنى .
وعطف ( ولا هم يستعتبون ) على ( لا يؤذن للذين كفروا ) وإن كان أخص منه فهو عطف خاص على عام للاهتمام بخصوصه للدلالة على أنهم مأيوس من الرضى عنهم عند سائر أهل الموقف بحيث يعلمون أن لا طائل في استعتابهم فلذلك لا يشير أحد عليهم بأن يستعتبوا . فإن جعلت ( لا يؤذن ) كناية عن الطرد فالمعنى : أنهم يطردون ولا يجدون من يشير عليهم بأن يستعتبوا .
( وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون [ 85 ] ) عطف على جملة ( ثم لا يؤذن للذين كفروا ) . و ( إذا ) شرطية ظرفية .
وجملة ( فلا يخفف ) جواب ( إذا ) وقرن بالفاء لتأكيد معنى الشرطية والجوابية لدفع احتمال الاستئناف .
وصاحب الكشاف جعل ( إذا ظرفا مجردا عن معنى الشرطية منصوبا بفعل محذوف لقصد التهويل يقتضي تقديره عدم وجود متعلق للظرف فيقدر له متعلق بما يناسب كما قدر في قوله تعالى ( ويوم نبعث ) . والتقدير : إذا رأى الذين ظلموا العذاب ثقل عليهم وبغتهم وعلى هذا فالفاء في قوله ( فلا يخفف ) فصيحة وليست رابطة للجواب .
و ( الذين ظلموا ) هم الذين كفروا فالتعبير به من الإظهار في مقام الإضمار لقصد إجراء الصفات المتلبسين بها عليهم . والمعنى : فلا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون ثم يساقون إلى العذاب فإذا راوه لا يخفف عنهم أي يسألون تخفيفه أو تأخير الإقحام فيه فلا يستجاب لهم شيء من ذلك .
وأطلق العذاب على آلاته ومكانه .
وجاء المسند إليه مخبرا عنه بالجملة الفعلية لأن الإخبار بالجملة الفعلية عن الاسم يفيد تقوي الحكم فأريد تقوي حكم النفي أي أن عدم تخفيف العذاب عنهم محقق الوقوع لا طماعية في إخلافه فحصل تأكيد هذه الجملة كما حصل تأكيد الجملة التي قبلها بالفاء أي فهم يلقون بسرعة في العذاب .
( وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون [ 86 ] وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون [ 87 ] ) ( الذين أشركوا ) هم الذين ظلموا الذين يرون العذاب وهم الذين كفروا والذين لا يؤذن لهم . وإجراء هذه الصلات الثلاث عليهم لزيادة التسجيل عليهم بأنواع إجرامهم الراجعة إلى تكذيب ما دعاهم الله إليه وهو نكتة الإظهار في مقام الإضمار هنا كما تقدم في قوله تعالى ( وإذا رأى الذين ظلموا العذاب ) .
A E