وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضمير الغيبة في قوله تعالى ( هم يكفرون ) ضمير فصل لتأكيد الحكم بكفرانهم النعمة لأن كفران النعمة أخفى من الإيمان بالباطل لأن الكفران يتعلق بحالات القلب فاجتمع في الجملة تأكيدان : التأكيد الذي أفاده التقديم والتأكيد الذي أفاده ضمير الفصل .
والإتيان بالمضارع في ( يؤمنون ) و ( يكفرون ) للدلالة على التجدد والتكرير .
وفي الجمع بين ( يؤمنون ) و ( يكفرون ) محسن بديع الطباق .
( ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون [ 73 ] ) عطف على جملتي التوبيخ وهو مزيد من التوبيخ فإن الجملتين المعطوف عليها أفادتها توبيخا على إيمانهم بالآلهة الباطل وكفرانهم بنعمة المعبود الحق .
A E وهذه الجملة المعطوفة أفادت التوبيخ على شكر ما لا يستحق الشكر فإن العبادة شكر فهم عبدوا ما لا يستحق العبادة ولا بيده نعمة وهو الأصنام لأنها لا تملك ما يأتيهم من الرزق لاحتياجها ولا تستطيع رزقهم لعجزها . فمفاد هذه الجملة مؤكد لمفاد ما قبلها مع اختلاف الاعتبار بموجب التوبيخ في كلتيهما .
وملك الرزق القدرة على إعطائه . والملك يطلق على القدرة كما تقدم في قوله تعالى ( قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم ) في سورة العقود . والرزق هنا مصدر منصوب على المفعولية أي لا يملك أن يرزق .
و ( من ) في ( من السماوات والأرض ) ابتدائية أي رزقا موصوفا بوروده من السماوات والأرض .
و ( شيئا ) مبالغة في المنفي أي ولا يملكون جزاء قليلا من الرزق وهو منصوب على البدلية من ( رزقا ) . فهو في معنى المفعول به كأنه قيل : لا يملك لهم شيئا من الرزق .
( ولا يستطيعون ) عطف على ( يملك ) فهو من جملة صلة ( ما ) فضمير الجمع عائد إلى ( ما ) الموصولة باعتبار دلالتها جماعة الأصنام المعبودة لهم . وأجريت عليها صيغة جمع العقلاء مجاراة لاعتقادهم أنها تعقل وتشفع وتستجب .
وحذف مفعول ( يستطيعون ) لقصد التعميم أي لا يستطيعون شيئا لأن تلك الأصنام حجارة لا تقدر على شيء . والاستطاعة : القدرة .
( فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون [ 74 ] ) تفريع على جميع ما سبق من الآيات والعبر والمنن إذ قد استقام من جميعها انفراد الله تعالى بالإلهية ونفي الشريك فيما خلق وأنعم وبالأولى نفي أن يكون له ولد وأن يشبه بالحوادث فلا جرم استتب للمقام أن يفرع على ذلك زجر المشركين عن تمثيلهم غير الله بالله في شيء من ذلك وأن يمثلوه بالموجودات .
وهذا جاء على طريقة قوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم ) إلى قوله تعالى ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) وقوله ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم ) .
والأمثال ها جمع مثل " بفتحتين " بمعنى المماثل كقولهم : شبه بمعنى مشابه . وضرب الأمثال شاع استعماله في تشبيه بحالة وهيئة بهيئة وهو هنا استعمال آخر .
ومعنى الضرب في قولهم : ضرب كذا مثلا بيناه عند قوله تعالى ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما ) في سورة البقرة .
والأم في ( الله ) متعلقة ب ( الأمثال ) لا ب ( تضربوا ) إذ ليس المراد أنهم يضربون مثل الأصنام بالله ضربا للناس كقوله تعالى ( ضرب لكم مثلا من أنفسكم ) .
ووجه كون الإشراك ضرب مثل لله أنهم أثبتوا للأصنام صفات الإلهية وشبهوها بالخالق فإطلاق ضرب المثل عليه مثل قوله تعالى ( وقالوا أءالهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا ) . وقد كانوا يقولون عن الأصنام هؤلاء شفعاؤنا عند الله والملائكة هن بنات الله من سروات الجن فذلك ضرب مثل وتشبيه لله بالحوادث في التأثر بشفاعة الأكفاء والأعيان والأزهاء بالبنين .
وجملة ( إن الله يعلم ) تعليل للنهي عن تشبيه الله تعالى بالحوادث وتنبيه على أن جهلهم هو الذي أوقعهم في تلك السخافات من العقائد وأن الله إذ نهاهم وزجرهم عن أن يشبهوه بما شبهوه إنما نهاهم لعلمه ببطلان اعتقادهم .
وفي قوله تعالى ( وأنتم لا تعلمون ) استدعاء لإعمال النظر الصحيح ليصلوا إلى العلم البريء من الأوهام