وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والأزواج : جمع زوج وهو الشيء الذي يصير مع شيء آخر أثنين فلذا وصف بزوج المرادف لشان . وقد مضى الكلام عليه في قوله تعالى ( أسكن أنت وزوجك الجنة ) في سورة البقرة .
والوصف بالزوج يؤذن بملازمته لآخر فلذا سمي بالزوج قرين المرأة وقرينة الرجل . وهذه نعمة اختص بها الإنسان إذ ألهمه الله جعل قرين له وجبله على نظام محبة وغيره لا يسمحان له بإهمال زوجه كما تهمل العجماوات إناثها وتنصرف إناثها عن ذكورها .
و ( من ) الداخلة على ( أنفسكم ) للتبعيض .
وجعل البنين للإنسان نعمة وجعل كونهم من زوجة نعمة أخرى لأن بها تحقق كونهم أبناءه بالنسبة للذكر ودوام اتصالهم به بالنسبة ووجود المشارك له في القيام بتدبير أمرهم في حالة ضعفهم .
و ( من ) الداخلة على ( أزواجكم ) للابتداء أي جعل لكم بنين منحدرين من أزواجكم .
A E والحفدة : جمع حافد مثل كملة جمع كامل . والحافد أصله المسرع في الخدمة . وأطلق على ابن الابن لأنه يكثر أن يخدم جده لضعف الجد بسبب الكبر فأنعم الله على الإنسان بحفظ سلسلة نسبه بسبب ضبط الحلقة الأولى منها وهي كون أبنائه من زوجه ثم كون أبناء أبنائه من أزواجهم فانضبطت سلسلة الأنساب بهذا النظام المحكم البديع . وغير الإنسان من الحيوان لا يشعر بحفدته أصلا ولا يشعر بالبنوة إلا أنثى الحيوان مدذة قليلة قريبة من الإرضاع . والحفدة للإنسان زيادة في مسرة العائلة قال تعالى ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ) . وقد عملت ( من ) الابتدائية في ( حفدة ) بواسطة حرف العطف لأن الابتداء يكون مباشرة وبواسطة .
وجملة ( ورزقكم من الطيبات ) معطوفة على جملة ( جعل لكم من أنفسكم أزواجا ) وما بعدها لمناسبة ما في الجمل المعطوف عليها من تضمن المنة بنعمة أفراد العائلة فإن مكملاتها واسعة الرزق كما قال تعالى في آل عمران ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ) الآية . وقال طرفة : .
فأصبحت ذا مال كثير وطاف بي ... بنون كرام سادة لمسود فالمال والعائلة لا يروق أحدهما الآخر .
ثم الرزق يجوز أن يكون مرادا منه المال كما في قوله تعالى في قصة قارون ( وأصبح الذين تمنوا مكانة بلأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ) . وهذا هو الظاهر وهو الموافق لما في الآية المذكورة آنفا . ويجوز أن يكون المراد منه إعطاء المأكولات الطيبة كما في قوله تعالى ( وجد عندها رزقا ) .
و ( من ) تبعيضية .
والطيبات : صفة لموصوف محذوف دل عليه فعل رزقكم أي الأرزاق الطيبات . والتأنيث لأجل الجمع . والطيب : فيعل صفة مبالغة في الوصف بالطيب . والطيب : أصله النزاهة وحسن الرائحة ثم استعمل في الملائم الخالص من النكد قال تعالى ( فلنحيينه حياة طيبة ) . واستعمل في الصالح من نوعه كقوله تعالى ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ) في سورة الأعراف . ومنه قوله تعالى ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ) وقد تقدم آنفا .
فالطيبات هنا الأرزاق الواسعة المحبوبة كما ذكر في الآية في سورة آل عمران أو المطعومات والمشروبات اللذيذة الصالحة . وقد تقدم ذكر الطيبات عند قوله تعالى ( اليوم لكم الطيبات ) في سورة العقود وذكر الطيب في قوله تعالى ( كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ) في سورة البقرة .
وفرع على هذه الحجة والمنة استفهام توبيخ على إيمانهم بالباطل البين فتفريع التوبيخ عليه واضح الاتجاه .
والأطل : ضد الحق لأن ما لا يحق لا يعبد بحق . وتقديم المجرور في قوله تعالى ( بالباطل ) على متعلقة للاهتمام بالتعريف بباطلهم .
والالتفات عن الخطاب السابق إلى الغيبية في قوله تعالى ( أفبالباطل يؤمنون ) يجري الكلام فيه على نحو ما تقدم في قوله تعالى ( أفبنعمة الله يجحدون .
وقوله تعالى ( وبنعمة الله هم يكفرون ) عطف على جملة التوبيخ وهو توبيخ متوجه على ما تضمنه قوله تعالى ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا ) إلى قوله تعالى ( ورزقكم من الطيبات ) من الامتنان بذلك الخلق والرزق بعد كونهما دليلا على انفراد الله بالإلهية .
وتقديم المجرور في قوله تعالى ( بنعمة الله هم يكفرون ) على عاملة للاهتمام