وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولم يؤكد الفعل بنون التوكيد لئلا يمنع وجودها من حذف حرف العلة بأن حذفه تخفيف وفصاحة ولأن النهي لما اقترن بما يومئ إلى التعليل كان فيه غنية عن تأكيده لأن الموصول في قوله ( ما ينفعك ولا يضرك ) يومئ إلى وجه النهي عن دعائك إذ دعاء أمثالها لا يقصده العاقل .
ومن دون الله اعتراض بين فعل ( تدع ) ومفعوله وهو إدماج للحث على دعائه الله .
وتفريع ( فإن فعلت ) على النهيين للإشارة إلى أنه لا معذرة لمن يأتي ما نهي عنه بعد أن أكد نهيه وبينت علته فمن فعله فقد ظلم نفسه واعتدى على حق ربه .
وأكد الكون من الظالمين على ذلك التقدير ب ( إن ) لزيادة التحذير وأتي ب ( إذن ) للإشارة إلى سؤال مقدر كأن سائلا سأل : فإن فعلت فماذا يكون ؟ .
وفي قوله ( من الظالمين ) من تأكيد مثل ما تقدم في قوله ( من المشركين ) ونظائره .
والمقصود من هذا الفرض تنبيه الناس على فظاعة عظم هذا الفعل حتى لو فعله أشرف المخلوقين لكان من الظالمين على حد قوله تعالى ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ) .
( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ) عطف على جملة ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ) لقصد التعريض بإبطال عقيدة المشركين أن الأصنام شفعاء عند الله فلما أبطلت الآية السابقة أن تكون الأصنام نافعة أو ضارة وكان إسناد النفع أو الضر أكثر ما يقع على معنى صدورهما من فاعلهما ابتداء ولا يتبادر من ذلك الإسناد معنى الوساطة في تحصيلهما من فاعل عقبت جملة ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ) بهذه الجملة للإعلام بأن إرادة الله النفع أو الضر لأحد لا يستطيع غيره أن يصرفه عنها أو يتعرض فيها إلا من جعل الله له ذلك بدعاء أو شفاعة .
ووجه عطفها على الجملة السابقة لما بينهما من تغاير في المعنى بالتفصيل والزيادة وبصيغتي العموم في قوله ( فلا كاشف له إلا هو ) وفي قوله ( فلا راد لفضله ) الداخل فيهما أصنامهم وهي المقصودة كما صرح به في قوله تعالى في سورة الزمر ( أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته ) .
وتوجيه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه أولى الناس بالخير ونفي الضر . فيعلم أن غيره أولى بهذا الحكم وهذا المقصود .
والمس : حقيقته وضع اليد على جسم لاختبار ملمسه وقد يطلق على الإصابة مجازا مرسلا . وقد تقدم عند قوله تعالى ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان ) في آخر سورة الأعراف .
A E والإرادة بالخير : تقديره والقصد إليه . ولما كان الذي لا يعجزه شيء ولا يتردد علمه فإذا أراد شيئا فعله فإطلاق الإرادة هنا كناية عن الإصابة كما يدل عليه قوله بعده ( يصيب به من يشاء من عباده ) . وقد عبر بالمس في موضع الإرادة في نظيرها في سورة الأنعام ( وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) . ولكن عبر هنا بالإرادة مبالغة في سلب المقدرة عمن يريد معارضة مراده تعالى كائنا من كان بحيث لا يستطيع التعرض لله في خيره ولو كان بمجرد إرادته قبل حصول فعله فإن التعرض حينئذ أهون لأن الدفع أسهل من الرفع وأما آية سورة الأنعام فسياقها في بيان قدرة الله تعالى لا في تنزيهه عن المعارض والمعاند .
والفضل : هو الخير ولذلك فإيقاعه موقع الضمير للدلالة على أن الخير الواصل إلى الناس فضل من الله لا استحقاق لهم به لأنهم عبيد إليه يصيبهم بما يشاء .
وتنكير ( ضر ) و ( خير ) للنوعية الصالحة للقلة والكثرة .
وكل من جملة ( فلا كاشف له إلا هو ) وجملة ( فلا راد لفضله ) جواب للشرط المذكور معها وليس الجواب بمحذوف .
وجملة ( يصيب به من يشاء من عباده ) واقعة موقع البيان لما قبلها والحوصلة له فلذلك فصلت عنها .
والضمير المجرور بالباء عائد إلى الخير فيكون امتنانا وحثا على التعرض لمرضاة الله حتى يكون مما حقت عليهم مشيئة الله أن يصيبهم بالخير أو يعود إلى ما تقدم من الضر والضمير باعتبار أنه مذكور فيكون تخويفا وتبشيرا وتحذيرا وترغيبا