وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ولعل ابن قتيبة أراد أن كسر الهمزة وإن كان محتملا لأن تكون الجملة بعدها معمولة ل ( قولهم ) لأن شأن ( إن ) بعد فعل القول أن لا تكون بفتح الهمزة لكن ذلك احتمال غير متعين لأنه يحتمل أيضا أن تكون الجملة استئنافا والسياق يعين الاحتمال الصحيح .
فأما إذا فتحت الهمزة كما قرأ أبو حيوة فقد تعينت أن تكون معمولة لما ذكر قبلها وهو لفظ ( قولهم ) ولا محمل لها عنده إلا أنها أي المصدر المنسبك . منها بدل من كلمة ( قولهم ) فيصير المعنى : أن الله نهى نبيه عن أن يحزن من قول المشركين ( العزة لله جميعا ) وكيف وهو أنما يدعوهم لذلك . وإذ كان النهي عن شيء يقتضي تجويز تلبس المنهي بالشيء المنهى عنه اقتضى ذلك تجويز تلبس النبي E بالحزن لمن يقول هذا القول وهذا التجويز يؤول إلى كفر من يجوزه على طريقة التكفير باللازم ومقصده التشنيع على صاحب هذه القراءة .
وإنما بنى ابن قتيبة كلامه على ظاهر لفظ القرآن دون تقدير حرف قبل ( أن ) لعله راعى أن التقدير خلاف الأصل أو أنه غير كاف في دفع الإيهام . فالوجه أن ابن قتيبة هول ما له تأويل ورد العلماء عليه رد أصيل .
والتعريف في ( العزة ) تعريف الجنس المفيد للاستغراق بقرينة السياق .
واللام في قوله ( لله ) للملك . وقد أفاد جعل جنس العزة ملكا لله أن جميع أنواعها ثابت لله فيفيد أن له أقوى أنواعها وأقصاها . وبذلك يفيد أن غير الله لا يملك منها إلا أنواعا قليلة فما من نوع من أنواع العزة يوجد في ملك غيره فإن أعظم منه من نوعه ملك لله تعالى . فلذلك لا يكون لما يملكه غير الله من العزة تأثير إذا صادم عزة الله تعالى وأنه لا يكون له تأثير إلا إذا أمهله الله فكل عزة يستخدمها صاحبها في مناواة من أراد الله نصره فهي مدحوضة مغلوبة كما قال تعالى ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ) وإذ قد كان النبي E يعلم أن الله أرسله وأمره بزجر المشركين عما هم فيه كان بحيث يؤمن بالنصر إذا أعلمه الله بأنه مراده ويعلم أن ما للمشركين من عزة هو في جانب عزة الله تعالى كالعدم .
و ( جميعا ) حال من ( العزة ) موكدة مضمون الجملة قبلها المفيد لاختصاصه تعالى بجميع جنس العزة لدفع احتمال إرادة المبالغة في ملك ذلك الجنس .
وجملة ( هو السميع العليم ) مستأنفة وإجراء هذا الخبر على اسم الجلالة الواقع ركنا في الجملة التعليلية يجر معنى التعليل إلى هذه الجملة فتفيد الجملة تعليلا آخر أو تكملة للتعليل الأول لأنه إذا تذكر المخاطب أن صاحب العزة يعلم أقوالهم وأحوالهم زاد ذلك قوة في دفع الحزن من أقوالهم عن نفسه لأن الذي نهاه عن الحزن من أقوالهم وتطوالهم أشد منهم قوة ومحيط علمه بما يقولونه وبأحوالهم . فهو إذا نهاك عن الحزن من أقوالهم ما نهاك الا وقد ضمن لك السلامة منهم مع ضعفك وقوتهم لأنه يمدك بقوته وهو أعلم بتكوين أسباب نصرك عليهم .
والمراد ب ( السميع ) العالم بأقوالهم التي من شأنها أن تسمع وب ( العليم ) ما هو أعم من أحوالهم التي ليست بمسموعات فلا يطلق على العلم بها اسم ( السميع ) .
( ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) المقصود بتوجيه هذا الكلام هم المشركون لتأسيسهم من كل احتمال لانتصارهم على النبي E والمسلمين فإن كثيرا منهم حين يفهم ما في الآيات الخمس السابقة من قوله ( وما تكون في شأن ) إلى هنا من التصريح بهوان شأنهم عند الله وعند رسوله ومن التعريض باقتراب حلول الغلبة عليهم يخامرهم بعض الشك في صدق الرسول وأن ما توعدهم به حق ثم يغالطون أنفسهم ويسلون قلوبهم بأنه إن تحقق ذلك سيجدون من آلهتهم وساطة في دفع الضر عنهم ويقولون في أنفسهم : لمثل هذا عبدناهم وللشفاعة عند الله أعددناهم فسيق هذا الكلام لقطع رجائهم منهم بالاستدلال على أنهم دون ما يظن بهم .
A E