وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإفاضة في العمل : الاندفاع فيه أي الشروع في العمل بقوة واهتمام وهذه المادة مؤذنة بأن المراد أعمالهم في مرضاة الله ومصابرتهم على أذى المشركين . وخصت هذه الحالة وهذا الزمان بالذكر بعد تعميم الأعمال اهتماما بهذا النوع فهو كذكر الخاص بعد العام كأنه قيل : ولا تعملون من عمل ما وعمل عظيم تفيضون فيه إلا كنا عليكم شهودا حين تعملونه وحين تفيضون فيه .
وجملة ( وما يعزب عن ربك ) الخ عطف على جملة ( وما تكون في شأن ) وهي بمنزلة التذييل لما فيها من زيادة التعميم في تعلق علم الله تعالى بجميع الموجودات بعد الكلام على تعلقه بعمل النبي A والمسلمين .
والعزوب : البعد وهو مجاز هنا للخفاء وفوات العلم لأن الخفاء لازم للشيء البعيد ولذلك علق باسم الذات دون صفة العلم فقال ( عن ربك ) .
وقرأ الجمهور ( يعزب ) بضم الزاي وقرأه الكسائي بكسر الزاي وهما وجهان في مضارع ( عزب ) .
و ( من ) في قوله ( من مثقال ذرة ) مزيدة لتأكيد عموم النفي الذي في ( ما يعزب ) .
والمثقال : اسم آلة لما يعرف به مقدار ثقل الشيء فهو وزن مفعال من ثقل وهو اسم لصنج مقدر بقدر معين يوزن به الثقل .
والذرة : النملة الصغيرة ويطلق على الهباءة التي ترى في ضوء الشمس كغبار دقيق جدا والظاهر أن المراد في الآية الأول . وذكرت الذرة مبالغة في الصغر والدقة للكناية بذلك عن إحاطة العلم بكل شيء فإن ما هو أعظم من الذرة يكون أولى بالحكم .
والمراد بالأرض والسماء هنا العالم السفلي والعالم العلوي . والمقصود تعميم الجهات والأبعاد بأخصر عبارة . وتقديم الأرض هنا لأن ما فيها أعلق بالغرض الذي فيه الكلام وهو أعمال الناس فإنهم من أهل الأرض بخلاف ما في سورة سبأ ( عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ) فإنه لما كان المقام لذكر علم الغيب والغيب ما غاب عن الناس ومعظمه في السماء لاءم ذلك أن قدمت السماء على الأرض .
وعطف ( ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ) على ( ذرة ) تصريحا بما كني عنه بمثقال ذرة من جميع الأجرام .
و ( أصغر ) بالفتح في قراءة الجمهور ممنوعا من الصرف لأنه معطوف على ( ذرة ) المجرور على أن ( لا ) مقحمة لتأكيد النفي . وجوز أن يكون العطف عطف جملة وتكون ( لا ) نافية للجنس ( وأصغر ) اسمها مبنيا على الفتح فيكون ابتداء كلام .
وقرأ حمزة وخلف ويعقوب ( ولا أصغر ولا أكبر ) برفعهما باعتبار عطف ( أصغر ) على محل ( مثقال ) لأنه فاعل ( يعزب ) في المعنى وكسرته كسرة جر الحرف الزائد وهو وجه من فصيح الاستعمال أو باعتبار عطف الجملة على الجملة وتكون ( لا ) نافية عاملة عمل ليس و ( أصغر ) اسمها .
والاستثناء على الوجهين الأولين من قراءتي نصب ( أصغر ) ورفعه استثناء منقطع بمعنى ( لكن ) أي لا يعزب ذلك ولكنه حاضر في كتاب وجوز أن يكون استثناء متصلا من عموم أحوال عزوب مثقال الذرة وأصغر منها وأكبر . وتأويله أن يكون من تأكيد الشيء بما يشبه ضده . والمعنى لا يعزب عنه شيء في الأرض ولا في السماء إلا في حال كونه في كتاب مبين أي إلا معلوما مكتوبا ويعلم السامع أن المكتوب في كتاب مبين لا يمكن أن يعزب فيكون انتفاء عزوبه حاصلا بطريق برهاني .
والمجرور على هذا كله في محل الحال وعلى الوجهين الأخيرين من القراءتين يكون الاستثناء متصلا والمجرور ظرفا مستقلا في محل خبر ( لا ) النافية فهو في محل رفع أو في محل نصب أي لا يوجد أصغر من الذرة ولا أكبر إلا في كتاب مبين كقوله تعالى ( ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) .
والكتاب : علم الله استعير له الكتاب لأنه ثابت لا يخالف الحق بزيادة ولا نقصان . ومبين : اسم فاعل من أبان بمعنى بان أي واضح بين لا احتمال فيه .
( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ) A E