وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

معطوفة على جملة ( وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ) عطف غرض على غرض لأن فصل الغرض الأول بالتذييل دليل على أن الكلام قد نقل إلى غرض آخر وذلك الوعد بالثواب للرسول على ما هو قائم به من تبليغ أمر الله وتدبير شؤون المسلمين وتأييد دين الإسلام وبالثواب للمسلمين على اتباعهم الرسول فيما دعاهم إليه . وجاء هذا الوعد بطريقة التعريض بحصول رضى الله تعالى في قوله ( إلا كنا عليكم شهودا ) لأنهم يعلمون أن عملهم وعمل النبي ما كان إلا في مرضاة الله فهو كقوله تعالى ( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ) . ويتضمن ذلك تنويها بالنبي A في جليل أعماله وتسلية على ما يلاقيه من المشركين من تكذيب وأذى لأن اطلاع الله على ذلك وعلمه بأنه في مرضاته كاف في التسلية كقوله ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) ولذلك توجه الخطاب ابتداء إلى النبي A ثم توجه إليه وإلى من معه من المسلمين .
و ( ما ) الأولى و ( ما ) الثانية نافيتان .
والشأن : العمل المهم والحال المهم . و ( في ) للظرفية المجازية التي بمعنى شدة التلبس . وضمير ( منه ) إما عائد إلى ( شأن ) أي وما تتلو من الشأن قرآنا فتكون ( من ) مبينة ل ( ما ) الموصولة أو تكون بمعنى لام التعليل أي تتلو من أجل الشأن قرآنا . وعطف ( وما تتلو ) من عطف الخاص على العام للاهتمام به فإن التلاوة أهم شؤون الرسول عليه الصلاة السلام .
وإما عائد إلى ( قرآن ) أي وما تتلو من القرآن قرآنا فتكون ( منه ) للتبعيض والضمير عائد إلى مؤخر لتحصيل التشويق إليه حتى يتمكن في نفس السامع . وواو ( تتلو ) لام الكلمة والفعل متحمل لضمير مفرد لخطاب النبي A .
فيكون الكلام قد ابتدئ بشؤون النبي A التي منها ما هو من خواصه كقيام الليل وثني بما هو من شؤونه بالنسبة إلى الناس وهو تلاوة القرآن على الناس وثلث بما هو من شؤون الأمة في قوله ( ولا تعملون من عمل ) فإنه وإن كان الخطاب فيه شاملا للنبي A إلا أن تقديم ذكر شأن في أول الآية يخصص عموم الخطاب في قوله ( تعملون ) فلا يبقى مرادا منه إلا ما يعمله بقية المسلمين .
ووقع النفي مرتين بحرف ( ما ) ومرة أخرى بحرف ( لا ) لأن حرف ( ما ) أصله أن يخلص المضارع للحال فقصد أولا استحضار الحال العظيم من شأن النبي A ومن قراءته القرآن ولما نفي عمل الأمة جيء بالحرف الذي الأصل فيه تخليصه المضارع للاستقبال للتثنية من أول الكلام على استمرار ذلك في الأزمنة كلها .
ويعلم من قرينة العموم في الأفعال الثلاثة بواسطة النكرات الثلاث المتعلقة بتلك الأفعال والواقعة في سياق النفي أن ما يحصل في الحال وما يحصل في المستقبل من تلك الأفعال سواء وهذا من بديع الإيجاز والإعجاز . وكذلك الجمع بين صيغ المضارع في الأفعال المعممة " تكونوا تتلو وتعملون " وبين صيغة الماضي في الفعل الواقع في موضع الحال منها ( إلا كنا ) للتنبيه على أن ما حصل ويحصل وسيحصل سواء في علم الله تعالى على طريقة الاحتباك كأنه قيل : وما كنتم وتكون وهكذا إلا كنا ونكون عليكم شهودا .
و ( من عمل ) مفعول ( تعملون ) فهو مصدر بمعنى المفعول وأدخلت عليه ( من ) للتنصيص على التعميم ليشمل العمل الجليل والحقير والخير والشر .
والاستثناء في قوله ( إلا كنا عليكم شهودا ) استثناء من عموم الأحوال التي اقتضاها عموم الشأن وعموم التلاوة وعموم العمل أي إلا في حالة علمنا بذلك فجملة ( كنا عليكم ) في موضع الحال . ووجود حرف الاستثناء أغنى عن اتصال جملة الحال بحرف ( قد ) لأن الربط ظاهر بالاستثناء .
والشهود : جمع شاهد . وأخبر بصيغة الجمع عن الواحد وهو الله تعالى تبعا لضمير الجمع المستعمل للتعظيم ومثله قوله تعالى ( إنا كنا فاعلين ) . ونظيره في ضمير جماعة المخاطبين في خطاب الواحد في قول جعفر بن علبة الحارثي : .
فلا تحسبي أني تخشعت بعدكم ... لشيء ولا أني من الموت أفرق وذلك استعارة بتشبيه الواحد بالجماعة في القوة لأن الجماعة لا تخلو من مزايا كثيرة موزعة في أفرادها .
والشاهد : الحاضر وأطلق على العالم بطريقة المجاز المرسل ولذلك عدي بحرف ( على ) .
و ( إذ ) ظرف أي حين تفيضون .
A E