وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والاعتبار الثاني اعتبار قصدهم من استفهامهم فأجيبوا بقوله ( وما أنتم بمعجزين ) . فجملة ( وما أنتم بمعجزين ) معطوفة على جملة جواب القسم فمضمونها من المقسم عليه . ولما كان المقسم عليه جوابا عن استفهامهم كان مضمون ( ما أنتم بمعجزين ) جوابا عن الاستفهام أيضا باعتبار ما أضمروه من التكذيب أي هو واقع وأنتم مصابون به غير مفلتين منه . وليس فعل ( يستنبئونك ) مستعملا في التظاهر بمعنى الفعل كما استعمل قوله ( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة ) كما تقدم في براءة لأن حقيقة الاستنباء واقعة هنا إذ قد صرحوا بصورة الاستفهام .
و ( إي ) بكسر الهمزة : حرف جواب لتحقيق ما تضمنه سؤال سائل فهو مرادف " نعم " ولكن من خصائص هذا الحرف أنه لا يقع إلا وبعده القسم .
والمعجزون : الغالبون أي وما أنتم بغالبين الذي طلبكم أي بمفلتين . وقد تقدم عند قوله تعالى ( إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين ) في سورة الأنعام .
( ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به ) الأظهر أن هذه الجملة من بقية القول فهي عطف على جملة ( إي وربي إنه لحق ) إعلاما لهم بهول ذلك العذاب عساهم أن يحذروه ولذلك حذف المتعلق الثاني لفعل ( افتدت ) لأنه يقتضي مفديا به ومفديا منه أي لافتدت به من العذاب .
والمعنى أن هذا العذاب لا تتحمله أية نفس على تفاوت الأنفس في احتمال الآلام ولذلك ذكر ( كل نفس ) دون أن يقال ولو أن لكم ما في الأرض لافتديتم به .
وجملة ( أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض ) واقعة موقع شرط ( لو ) .
و ( ما في الأرض ) اسم ( أن ) . و ( لكل نفس ) خبر ( أن ) وقدم على الاسم للاهتمام بما فيه من العموم بحيث ينص على أنه لا تسلم نفس من ذلك . وجملة ( ظلمت ) صفة ( لنفس ) . وجملة ( لافتدت به ) جواب ( لو ) .
A E فعموم ( كل نفس ) يشمل نفوس المخاطبين مع غيرهم .
ومعنى ( ظلمت ) أشركت وهو ظلم النفس ( إن الشرك لظلم عظيم ) .
و ( ما في الأرض ) يعم كل شيء في ظاهر الأرض وباطنها لأن الظرفية ظرفية جمع واحتواء .
و ( افتدى ) مرادف فدى . وفيه زيادة تاء الافتعال لتدل على زيادة المعنى أي لتكلفت فداءها به .
( وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ) جملة مستأنفة معطوفة عطف كلام على كلام . وضمير ( أسروا ) عائد إلى ( كل نفس ) باعتبار المعنى مع تغليب المذكر على المؤنث وعبر عن الإسرار المستقبل بلفظ الماضي تنبيها على تحقيق وقوعه حتى كأنه قد مضى والمعنى : وسيسرون الندامة قطعا . وكذلك قوله ( وقضي بينهم ) .
والندامة : الندم وهو أسف يحصل في النفس على تفويت شيء ممكن عمله في الماضي والندم من هواجس النفس فهو أمر غير ظاهر ولكنه كثير أي يصدر عن صاحبه قول أو فعل يدل عليه فإذا تجلد صاحب الندم فلم يظهر قولا ولا فعلا فقد أسر الندامة أي قصرها على سره فلم يظهرها بإظهار بعض آثارها وإنما يكون ذلك من شدة الهول ؛ فإنما أسروا الندامة لأنهم دهشوا لرؤية ما لم يكونوا يحتسبون فلم يطيقوا صراخا ولا عويلا .
وجملة ( وقضي بينهم ) عطف على جملة ( وأسروا ) مستأنفة .
ومعنى ( قضي بينهم ) قضي فيهم أي قضي على كل واحد منهم بما يستحقه بالعدل فالقضاء بالعدل وقع فيهم وليس المعنى أنه قضي بين كل واحد وآخر لأن القضاء هنا ليس قضاء نزاع ولكنه قضاء زجر وتأنيب إذ ليس الكلام هنا إلا على المشركين وهم صنف واحد بخلاف قوله تعالى ( فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط ) فإن ذلك قضاء بين المرسل إليهم وبين الرسل كما قال تعالى ( فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ) .
وجملة ( وهم لا يظلمون ) حالية .
( ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون هو يحي ويميت وإليه ترجعون ) تذييل تنهية الكلام المتعلق بصدق الرسول والقرآن وما جاء به من الوعيد وترقب يوم البعث ويوم نزول العذاب بالمشركين . وقد اشتمل هذا التذييل على مجمل تفصيل ذلك الغرض وعلى تعليله بأن من هذه شؤونه لا يعجز عن تحقيق ما أخبر بوقوعه