وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكلمة ( آلآن ) استفهام إنكاري عن حصول إيمانهم عند حلول ما توعدهم فعبر عن وقت وقوعه باسم الزمان الحاضر وهو ( الآن ) حكاية للسان حال منكر عليهم في ذلك الوقت استحضر حال حلول الوعد كأنه حاضر في زمن التكلم وهذا الاستحضار من تخييل الحالة المستقبلة واقعة . ولذلك يحسن أن نجعل ( آلآن ) استعارة مكنية بتشبيه الزمن المستقبل بزمن الحال ووجه الشبه الاستحضار . ورمز إلى المشبه به بذكر لفظ من روادفه وهو اسم الزمن الحاضر .
وجملة ( وقد كنتم به تستعجلون ) ترشيح وإما تقدير قول في الكلام أي يقال لهم إذا آمنوا بعد نزول العذاب آلآن آمنتم كما ذهب إليه أكثر المفسرين فذلك تقدير معنى لا تقدير نظم وإعراب لأن نظم هذا الكلام أدق من ذلك .
ومعنى ( تستعجلون ) تكذبون فعبر عن التكذيب بالاستعجال حكاية لحاصل قولهم ( متى هذا الوعد ) الذي هو في صورة الاستعجال والمراد منه التكذيب .
وتقديم المجرور للاهتمام بالوعد الذي كذبوا به وللرعاية على الفاصلة .
( ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون ) A E معطوفة على جملة ( قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ) الآية . و ( ثم ) للتراخي الرتبي فهذا عذاب أعظم من العذاب الذي في قوله ( قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ) فإن ذلك عذاب الدنيا وأما عذاب الخلد فهو عذاب الآخرة وهذا أعظم من عذاب الدنيا فذلك موقع عطف جملته بحرف ( ثم ) .
وصيغة المضي في قوله ( قيل للذين ظلموا ) مستعملة في معنى المستقبل تنبيها على تحقيق وقوعه مثل ( أتى أمر الله ) .
والذين ظلموا هم القائلون ( متى هذا الوعد ) . وأظهر في مقام الإضمار لتسجيل وصف الظلم عليهم وهو ظلم النفس بالإشراك . ومعنى ظلموا : أشركوا .
والذوق : مستعمل في الإحساس وهو مجاز مشهور بعلاقة الإطلاق .
والاستفهام في ( هل تجزون ) إنكاري بمعنى النفي ولذلك جاء بعده الاستثناء ( إلا بما كنتم تكسبون ) .
وجملة ( هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون ) استئناف بياني لأن جملة ( ذوقوا عذاب الخلد ) تثير سؤالا في نفوسهم عن مقدار ذلك العذاب فيكون الجواب على أنه على قدر فظاعة ما كسبوه من الأعمال مع إفادة تعليل تسليط العذاب عليهم .
( ويستنبؤنك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين ) هذا حكاية فن من أفانين تكذيبهم فمرة يتظاهرون باستبطاء الوعد استخفافا به ومرة يقبلون على الرسول في صورة المستفهم الطالب فيسألونه : أهذا العذاب الخالد أي عذاب الآخرة حق .
فالجملة معطوفة على جملة ( ويقولون متى هذا الوعد ) وضمير الجمع عائد إليهم فهم المستنبئون لا غيرهم وضمير ( هو ) عائد إلى ( عذاب الخلد ) .
والحق : الثابت الواقع فهو بمعنى حاق أي ثابت أي أن وقوعه ثابت فأسند الثبوت لذات العذاب بتقدير مضاف يدل عليه السياق إذ لا توصف الذات بثبوت .
وجملة ( أحق هو ) استفهامية معلقة فعل ( يستنبئونك ) عن العمل في المفعول الثاني والجملة بيان لجملة ( يستنبئونك ) لأن مضمونها هو الاستثناء .
والضمير يجوز كونه مبتدأ و ( أحق ) خبر مقدم .
واستعملوا الاستفهام تبالها ولذلك اشتمل الجواب المأمور به على مراعاة الحالتين فاعتبر أولا ظاهر حال سؤالهم فأجيبوا على طريقة الأسلوب الحكيم بحمل كلامهم على خلاف مرادهم تنبيها على أن الأولى بهم سؤال الاسترشاد تغليطا لهم واغتناما لفرصة الإرشاد بناء على ظاهر حال سؤالهم ولذلك أكد الجواب بالتوكيد اللفظي إذ جمع بين حرف ( إي ) وهو حرف جواب يحقق به المسؤول عنه وبين الجملة الدالة على ما دل عليه حرف الجواب وبالقسم وإن ولام الابتداء وكلها مؤكدات