وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عطف على جملة ( وإما نرينك بعض الذي نعدهم ) وهي بمنزلة السبب لمضمون الجملة التي قبلها . وهذه بينت أن مجيء الرسول للامة هو منتهى الإمهال وأن الأمة إن كذبت رسولها استحقت العقاب على ذلك . فهذا إعلام بأن تكذيبهم الرسول هو الذي يجر عليهم الوعيد بالعقاب فهي ناظرة إلى قوله تعالى ( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا ) وقوله ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) .
وجملة ( لكل أمة رسول ) ليست هي المقصود من الإخبار بل هي تمهيد للتفريع المفرع عليها بقوله ( فإذا جاء رسولهم ) الخ فلذلك لا يؤخذ من الجملة الأولى تعين أن يرسل رسول لكل أمة لأن تعيين الأمة بالزمن أو بالنسب أو بالموطن لا ينضبط وقد تخلو قبيلة أو شعب أو عصر أو بلاد عن مجيء رسول فيها ولو كان خلوها زمنا طويلا . وقد قال الله تعالى ( لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك ) . فالمعنى : ولكل أمة من الأمم ذوات الشرائع رسول معروف جاءها مثل عاد وثمود ومدين واليهود والكلدان . والمقصود من هذا الكلام ما تفرع عليه من قوله ( فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط ) .
A E والفاء للتفريع و ( إذا ) للظرفية مجردة عن الاستقبال والمعنى : أن في زمن مجيء الرسول يكون القضاء بينهم بالقسط . وتقديم الظرف على عامله وهو ( قضي ) للتشويف إلى تلقي الخبر .
وكلمة ( بين ) تدل على توسط في شيئين أو أشياء فتعين أن الضمير الذي أضيفت إليه هنا عائد إلى مجموع الأمة ورسولها أي قضي بين الأمة ورسولها بالعدل أي قضي الله بينهم بحسب عملهم مع رسولهم .
والمعنى : أن الله يمهل الأمة على ما هي فيه من الضلال فإذا أرسل إليها رسولا فإرساله أمارة على أن الله تعالى أراد إقلاعهم عن الضلال فانتهى أمد الإمهال بإبلاغ الرسول إليهم مراد الله منهم فإن أطاعوه Bهم وربحوا وإن عصوه وشاقوه قضى الله بين الجميع بجزاء كل قضاء حق لا ظلم فيه وهو قضاء في الدنيا .
وقد أشعر قوله ( قضي بينهم ) بحدوث مشاقة بين الكافرين وبين المؤمنين وفيهم الرسول A .
وهذا تحذير من مشاقة النبي A وإنذار لأهل مكة بما نالهم . وقد كان من بركة النبي A ورغبته أن أبقى الله على العرب فلم يستأصلهم ولكنه أراهم بطشته وأهلك قادتهم يوم بدر ثم ساقهم بالتدريج إلى حظيرة الإسلام حتى عمهم وأصبحوا دعاته للأمم وحملة شريعته للعالم .
ولم أشعر قوله ( قضي بينهم ) بأن القضاء قضاء زجر لهم على مخالفة رسولهم وأنه عقاب شديد يكاد من يراه أو يسمعه أن يجول بخاطره أنه مبالغ فيه أتي بجملة ( وهم لا يظلمون ) وهي حال مؤكدة لعاملها الذي هو ( قضي بينهم بالقسط ) للإشعار بأن الذنب الذي قضي عليهم بسببه ذنب عظيم .
( ويقولون متى هذا الوعد إن كمتم صادقين قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) عطف على جملة ( وإما نرينك بعض الذي نعدهم ) والمناسبة أنه لما بينت الآية السالفة أن تعجيل الوعيد في الدنيا لهم وتأخيره سواء عند الله تعالى إذ الوعيد الأتم هو وعيد الآخرة أتبعت بهذه الآية حكاية لتهكمهم على تأخير الوعيد .
وحكي قولهم بصيغة المضارع لقصد استحضار الحالة كقوله تعالى ( ويصنع الفلك ) للدلالة على تكرر صدوره منهم وأطلق الوعد على الموعود به فالسؤال عنه باسم الزمان مؤول بتقدير يدل عليه المقام أي متى ظهوره .
والسؤال مستعمل في الاستبطاء وهو كناية عن عدم اكتراثهم به وأنهم لا يأبهون به لينتقل من ذلك إلى أنهم مكذبون بحصوله بطريق الإيماء بقرينة قولهم ( إن كنتم صادقين ) أي أن كنتم صادقين في أنه واقع فعينوا لنا وقته وهم يريدون أننا لا نصدقك حتى نرى ما وعدتنا كناية عن اعتقادهم عدم حلوله وأنهم لا يصدقون به . والوعد المذكور هنا ما هددوا به من عذاب الدنيا .
والخطاب بقولهم ( إن كنتم ) للرسول فضمير التعظيم للتهكم كما في قوله ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) وقوله ( وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ) وقول أبي بكر بن الأسود الكناني : .
يخبرنا الرسول بأن سنحيا ... وكيف حياة أصداء وهام