وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إما أن يكون التفاتا وأصل الكلام : لولا أنزل عليك وهو من حكاية القول بالمعنى كقوله تعالى ( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ) أي قل لهم أقيموا ونكتة ذلك نكتة الالتفات لتجديد نشاط السامع .
وإما أن يكون هذا القول صدر منهم فيما بينهم ليبين بعضهم لبعض شبهة على انتفاء رسالة محمد A أو صدر منهم للمسلمين طمعا في أن يردوهم إلى الكفر .
A E والآية : علامة الصدق . وأرادوا خارقا للعادة على حسب اقتراحهم مثل قولهم ( أو ترقى في السماء ) وقولهم ( لولا أوتي مثل ما أوتي موسى ) وهذا من جهلهم بحقائق الأشياء وتحكيمهم الخيال والوهم في حقائق الأشياء فهم يفرضون أن الله حريص على إظهار صدق رسوله A وأنه يستفزه تكذيبهم إياه فيغضب ويسرع في مجاراة عنادهم ليكفوا عنه فإن لم يفعل فقد أفحموه وأعجزوه وهو القادر فتوهموا أن مدعي الرسالة عنه غير صادق في دعواه وما دروا أن الله قدر نظام الأمور تقديرا ووضع الحقائق وأسبابها وأجرى الحوادث على النظام الذي قدره وجعل الأمور بالغة مواقيتها التي حدد لها ولا يضره أن يكذب المكذبون أو يعاند الجاهلون وقد وضع لهم ما يليق بهم من الزواجر في الآخرة لا محالة وفي الدنيا تارات كل ذلك يجري على نظم اقتضتها الحكمة لا يحمله على تبديلها سؤال سائل ولا تسفيه سفيه . وهو الحكيم العليم . فهم جعلوا استمرار الرسول A على دعوتهم بالأدلة التي أمره الله أن يدعوهم بها وعدم تبديله ذلك بآيات أخرى على حسب رغبتهم جعلوا كل ذلك دليلا على أنه غير مؤيد من الله فاستدلوا بذلك على انتفاء أن يكون الله أرسله لأنه لو أرسله لأيده بما يوجب له القبول عند المرسل إليهم . وما درى المساكين أن الله إنما أرسل الرسول A رحمة بهم وطلبا لصلاحهم وأنه لا يضره عدم قبولهم رحمته وهدايته . ولذلك أتى في حكاية كلامهم العدول عن اسم الجلالة إلى لفظ الرب المضاف إلى ضمير الرسول A في قوله ( من ربه ) إيماء إلى الربوبية الخاصة بالتعلق بالرسول A وهي ربوبية المصطفي " بصيغة اسم الفاعل " للمصطفى " بصيغة المفعول " من بين بقية الخلق المقتضية الغضب لغضبه لتوهمهم أن غضب الله مثل غضب الخلائق يستدعي الإسراع إلى الانتقام وما علموا أسرار الحكمة الإلهية والحكم الإلهي والعلم الأعلى .
وقد أمر الله رسوله بأن يجيب عن اقتراحهم بما هو الحقيقة المرشدة وإن كانت أعلى من مداركهم جوابا فيه تعريض بالتهديد لهم وهو قوله ( فقل إنما الغيب لله ) فجاء بفاء التفريع هنا دون بعض نظائره للإشارة إلى تعقيب كلامهم بالجواب شأن المتمكن من حاله المتثبت في أمره .
والغيب : ما غاب عن حواس الناس من الأشياء والمراد به هنا ما يتكون من مخلوقات غير معتادة في العالم الدنيوي من المعجزات . وتفسير هذا قوله ( قل إنما الآيات عند الله ) .
واللام للملك أي الأمور المغيبة لا يقدر عليها إلا الله . وجاء الكلام بصيغة القصر للرد عليهم في اعتقادهم أن في مكنة الرسول الحق أن يأتي بما يسأله قومه من الخوارق فجعلوا عدم وقوع مقترحهم علامة على أنه ليس برسول من الله فلذلك رد عليهم بصيغة القصر الدالة على أن الرسول ليس له تصرف في إيقاع ما سألوه ليعلموا أنهم يرمون بسؤالهم إلى الجراءة على الله تعالى بالإفحام .
وجملة ( فانتظروا إني معكم من المنتظرين ) تفريع على جملة ( إنما الغيب لله ) أي ليس دأبي ودأبكم إلا انتظار ما يأتي به الله إن شاء كقول نوح لقومه ( إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ) .
وهذا تعريض بالتهديد لهم أن ما يأتي به الله لا يترقبون منه إلا شرا لهم كقوله تعالى ( وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ) .
والمعية في قوله ( معكم ) مجازية مستعملة في الاشتراك في مطلق الانتظار .
( وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون )