وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والسبيل : حقيقته الطريق . ومر في قوله ( ما على المحسنين من سبيل ) وقوله ( إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء ) مستعار لمعنى السلطان والمؤاخذة بالتبعة شبه السلطان والمؤاخذة بالطريق لأن السلطة يتوصل بها من هي له إلى تنفيذ المؤاخذة في الغير . ولذلك عدي بحرف ( على ) المفيد لمعنى الاستعلاء وهو استعلاء مجازي بمعنى التمكن من التصرف في مدخول ( على ) . فكان هذا التركيب استعارة مكنية رمز إليها بما هو من ملائمات المشبه به وهو حرف ( على ) . وفيه استعارة تبعية .
والتعريف باللام في قوله ( إنما السبيل ) تعريف العهد والمعهود هو السبيل المنفي في قوله تعالى ( ما على المحسنين من سبيل ) على قاعدة النكرة إذا أعيدت معرفة أي إنما السبيل المنفي عن المحسنين مثبت للذين يستأذنوك وهم أغنياء . ونظير هذا قوله تعالى ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) في سورة الشورى . فدل ذلك على أن المراد بالسبيل العذاب .
والمعنى ليست التبعة والمؤاخذة إلا على الذين يستأذنوك وهم أغنياء الذين أرادوا أن يتخلفوا عن غزوة تبوك ولا عذر لهم يخولهم التخلف . وقد سبقت آية ( فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ) من سورة النساء وأحيل هنالك تفسيرها على ما ذكرناه في هذه الآية .
وجملة ( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) مستأنفة لجواب سؤال ينشأ عن علة استيذانهم في التخلف وهو أغنياء أي بعثهم على ذلك رضاهم بأن يكونوا مع الخوالف من النساء . وقد تقدم القول في نظيره آنفا .
وأسند الطبع على قلوبهم إلى الله في هذه الآية بخلاف ما في الآية السابقة ( وطبع على قلوبهم ) لعله للإشارة إلى أنه طبع غير الطبع الذي جبلوا عليه بل هو طبع على طبع أنشأه الله في قلوبهم لغضبه عليهم فحرمهم النجاة من الطبع الأصلي وزادهم عماية ولأجل هذا المعنى فرع عليه ( فهم لا يعلمون ) لنفي أصل العلم عنهم أي يكادون أن يساووا العجماوات .
( يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون ) استئناف ابتدائي لأن هذا الاعتذار ليس قاصرا على الذين يستأذنوك في التخلف فإن الإذن لهم يغنيهم عن التبرؤ بالحلف الكاذب فضمير ( يعتذرون ) عائد إلى أقرب معاد وهو قوله ( وقعد الذين كذبوا الله ورسوله ) فإنهم فريق من المنافقين فهم الذين اعتذروا بعد رجوع الناس من غزوة تبوك .
وجعل المسند فعلا مضارعا لإفادة التجدد والتكرير .
و ( إذا ) هنا مستعملة للزمان الماضي لأن السورة نزلت بعد القفول من غزوة تبوك .
وجعل الرجوع إلى المنافقين لأنهم المقصود من الخبر الواقع عند الرجوع .
والخطاب للمسلمين لأن المنافقين يقصدون بأعذارهم إلى النبي A ويعيدونها مع جماعات المسلمين .
والنهي في قوله ( لا تعتذروا ) مستعمل في التأييس .
وجملة ( لن نؤمن ) في موضع التعليل للنهي عن الاعتذار لعدم جدوى الاعتذار يقال : آمن له إذا صدقه . وقد تقدم في هذه السورة قوله تعالى ( ويؤمن للمؤمنين ) .
A E وجملة ( قد نبأنا الله من أخباركم ) تعليل لنفي تصديقهم أي قد نبأنا الله من أخباركم بما يقتضي تكذيبكم فالإبهام في المفعول الثاني ل ( نبأنا ) الساد مسد مفعولين تعويل على أن المقام يبينه .
و ( من ) اسم بمعنى بعض أو هي صفة لمحذوف تقديره : قد نبأنا الله اليقين من أخباركم .
وجملة ( وسيرى الله عملكم ) عطف على جملة ( لا تعتذروا ) أي لا فائدة في اعتذاركم فإن خشيتم المؤاخذة فاعملوا الخير للمستقبل فسيرى الله عملكم ورسوله إن أحسنتم ؛ فالمقصود فتح باب التوبة لهم والتنبيه إلى المكنة من استدراك أمرهم . وفي ذلك تهديد بالوعيد إن لم يتوبوا