وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( من ) مؤكدة لشمول النفي لكل سبيل .
وجملة ( والله غفور رحيم ) تذييل والواو اعتراضية أي شديد المغفرة ومن مغفرته أن لم يؤاخذ أهل الأعذار بالقعود عن الجهاد . شديد الرحمة بالناس ومن رحمته أن لم يكلف أهل الإعذار ما يشق عليهم .
( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون ) عطف على ( الضعفاء ) و ( المرضى ) . وإعادة حرف النفي بعد العاطف للنكتة المتقدمة هنالك .
والحمل يطلق على إعطاء ما يحمل عليه أي إذا أتوك لتعطيهم الحمولة أي ما يركبونه ويحملون عليه سلاحهم ومؤنهم من الإبل .
وجملة ( قلت لا أجد ) الخ إما حال من ضمير المخاطب في ( أتوك ) وإما بدل اشتمال من فعل ( أتوك ) لأن إتيانهم لأجل الحمل يشتمل على إجابة وعلى منع .
وجملة ( تولوا ) جواب ( إذا ) والمجموع صلة الذين .
والتولي الرجوع . وقد تقدم عند قوله تعالى ( ما ولا هم عن قبلتهم ) وقوله ( وإذا تولى سعى في الأرض ) في سورة البقرة .
والفيض والفيضان خروج الماء ونحوه من قراره ووعائه ويسند إلى المائع حقيقة . وكثيرا ما يسند إلى وعاء المائع فيقال : فاض الوادي وفاض الإناء . ومنه فاضت العين دمعا وهو أبلغ من فاض دمعهما لأن العين جعلت كأنها كلها دمع فائض فقوله ( تفيض من الدمع ) جرى على هذا الأسلوب .
و ( من ) لبيان ما منه الفيض . والمجرور بها في معنى التمييز . وقد تقدم في قوله تعالى ( ترى أعينهم تفيض من الدمع ) في سورة المائدة .
و ( حزنا ) نصب على المفعول لأجله و ( أن لا يجدوا ما ينفقون ) مجرور بلام جر محذوف أي حزنوا لأنهم لا يجدون ما ينفقون .
والآية نزلت في نفر من الأنصار سبعة وقيل : فيهم من غير الأنصار واختلف أيضا في أسمائهم بما لا حاجة إلى ذكره ولقبوا بالبكائين لأنهم بكوا لما لم يجدوا عند رسول الله A الحملان حزنا على حرمانهم من الجهاد . وقيل : نزلت في أبي موسى الأشعري ورهط من الأشعريين أتوا رسول الله A في غزوة تبوك يستحملونه فلم يجد لهم حمولة وصادفوا ساعة غضب من النبي A فخلف أن لا يحملهم ثم جاءه نهب إبل فدعاهم وحملهم وقالوا : استغفلنا رسول الله يمينه لا نفلح أبدا فرجعوا وأخبروه فقال " ما أنا حملتكم ولكن الله حملكم وإني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني وفعلت الذي هو خير " والظاهر أن هؤلاء غير المعنيين في هذه الآية لأن الأشعريين قد حملهم النبي E وعن مجاهد أنهم بنو مقرن من مزينه وهم الذين قيل : إنه نزل فيهم قوله تعالى ( ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ) الآية .
A E ( إنما السبيل على الذين يستئذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم لا يعلمون ) لما نفت الآيتان أن يكون سبيل على المؤمنين الضعفاء والمرضى والذين لا يجدون ما ينفقون والذين لم يجدوا حمولة حصرت هذه الآية السبيل في كونه على الذين يستأذنون في التخلف وهم أغنياء وهو انتقال بالتخلص إلى العودة إلى أحوال المنافقين كما دل عليه قوله بعد ( يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم ) فالقصر إضافي بالنسبة للأصناف الذين نفي أن يكون عليهم سبيل .
وفي هذا الحصر تأكيد للنفي السابق أي لا سبيل عقاب إلا على الذين يستأذنونك وهم أغنياء . والمراد بهم المنافقون بالمدينة الذين يكرهون الجهاد إذ لا يؤمنون بما وعد الله عليه من الخيرات وهم أولو الطول المذكورون في قوله ( وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله ) الآية