وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" " ودع أمامة والتوديع تعذير " أي لا يجد عذرا غير التوديع .
ويجوز أن يكون اختيار صيغة المعذرين من لطائف القرآن لتشمل الذين صدقوا في العذر والذين كذبوا فيه .
والاعتذار افتعال من باب ما استعمل فيه مادة الافتعال للتكلف في الفعل والتصرف مثل الاكتساب والاختلاق . وليس لهذا المزيد فعل مجرد بمعناه وإنما المجرد هو عذر بمعنى قبل العذر . والعذر البينة والحالة التي يتنصل بها من تبعة أو ملام عند من يتعذر إليه .
وقرأ يعقوب ( المعذرون ) بسكون العين وتخفيف الذال من أعذر إذا بالغ في الاعتذار .
والأعراب اسم جمع يقال في الواحد : أعرابي بياء النسب نسبة إلى اسم الجمع كما يقال مجوسي لواحد المجوس . وصيغة الأعراب من صيغ الجموع ولكنه لم يكن جمعا لأنه لا واحد له من لفظ جمعه فلذلك جعل اسم جمع . وهم سكان البادية .
وأما قوله ( وقعد الذين كذبوا الله ورسوله ) فهم الذين أعلنوا بالعصيان في أمر الخروج إلى الغزو من الأعراب أيضا كما ينبي عنه السياق أي قعدوا دون اعتذار . فالقعود هو عدم الخروج إلى الغزو . وعلم أن المراد القعود دون اعتذار من مقابلته بقوله ( وجاء المعذرون من الأعراب ) .
وجملة ( وقعد الذين كذبوا الله ورسوله ) عطف على جملة ( وجاء المعذرون من الأعراب ) وهذا فريق آخر من الأعراب خليط من مسلمين ومنافقين ( كذبوا ) بالتخفيف أي كانوا كاذبين . والمراد أنهم كذبوا في الإيمان الذي أظهروه من قبل ويحتمل أنهم كذبوا في وعدهم النصر ثم قعدوا دون اعتذار بحيث لم يكن تخلفهم مترقبا لأن الذين اعتذروا قد علم النبي E أنهم غير خارجين معه بخلاف الآخرين فكانوا محسوبين في جملة الجيش . وتخلفهم أشد إضرار لأنه قد يفل من حدة كثير من الغزاة .
وجملة ( سيصيب الذين كفروا ) مستأنفة لابتداء وعيد .
وضمير ( منهم ) يعود إلى المذكورين فهو شامل للذين كذبوا الله ورسوله ولمن كان عذره ناشئا عن نفاق وكذب .
وتنكير عذاب للتهويل والمراد به عذاب جهنم .
( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ) استئناف بياني لجواب سؤال مقدر ينشأ عن تهويل القعود عن الغزو وما توجه إلى المخلفين من الوعيد . استيفاء لأقسام المخلفين من ملوم ومعذور من الأعراب أو من غيرهم .
وإعادة حرف النفي في عطف الضعفاء والمرضى لتوكيد نفي المؤاخذة عن كل فريق بخصوصه .
والضعفاء جمع ضعيف وهو الذي به الضعف وهو وهن القوة البدنية من غير مرض .
والمرضى جمع مريض وهو الذي به مرض . والمرض تغير النظام المعتاد بالبدن بسبب اختلال يطرأ في بعض أجزاء المزاج ومن المرض المزمن كالعمى والزمانة وتقدم في قوله ( وإن كنتم مرضى أو على سفر ) في سورة النساء .
A E والحرج الضيق ويراد به ضيق التكليف أي النهي .
والنصح العمل النافع للمنصوح وقد تقدم عند قوله تعالى ( لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ) في سورة الأعراف وتقدم وجه تعديته باللام وأطلق هنا على الإيمان والسعي في مرضاة الله ورسوله والامتثال والسعي لما ينفع المسلمين فإن ذلك يشبه فعل الموالي الناصح لمنصوحه .
وجملة ( ما على المحسنين من سبيل ) واقعة موقع التعليل لنفي الحرج عنهم وهذه الجملة نظمت نظم الأمثال . فقوله ( ما على المحسنين من سبيل ) دليل على علة محذوفة . والمعنى ليس على الضعفاء ولا على من عطف عليهم حرج إذا نصحوا لله ورسوله لأنهم محسنون غير مسيئين وما على المحسنين من سبيل أي مؤاخذة أو معاقبة . والمحسنون الذين فعلوا الإحسان وهو ما فيه النفع التام .
والسبيل أصله الطريق ويطلق على وسائل وأسباب المؤاخذة باللوم والعقاب لأن تلك الوسائل تشبه الطريق الذي يصل منه طالب الحق إلى مكان المحقوق ولمراعاة هذا الإطلاق جعل حرف الاستعلاء في الخبر عن السبيل دون حرف الغاية . ونظيره قوله تعالى ( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ) وقوله ( فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ) كلاهما في سورة النساء . فدخل في المحسنين هؤلاء الذين نصحوا لله ورسوله . وليس ذلك من وضع المظهر موضع المضمر لأن هذا مرمى آخر هو أسمى وأبعد غاية