وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( قل نار جهنم أشد حرا ) مستأنفة ابتدائية خطاب للنبي A والمقصود قرع أسماعهم بهذا الكلام .
وكون نار جهنم أشد حرا من حر القيظ أمر معلوم لا يتعلق الغرض بالإخبار عنه . فتعين أن الخبر مستعمل في التذكير بما هو معلوم تعريضا بتجهيلهم لأنهم حذروا من حر قليل وأقحموا أنفسهم فيما يصير بهم إلى حر أشد . فيكون هذا التذكير كناية عن كونهم واقعين في نار جهنم لأجل قعودهم عن الغزو في الحر وفيه كناية عرضية عن كونهم صائرين إلى نار جهنم .
وجملة ( لو كانوا يفقهون ) تتميم للتجهيل والتذكير أي يقال لهم ذلك لو كانوا يفقهون الذكرى ولكنهم لا يفقهون فلا تجدي فيهم الذكرى والموعظة إذ ليس المراد لو كانوا يفقهون أن نار جهنم أشد حرا لأنه لا يخفي عليهم ولو كانوا يفقهون أنهم صائرون إلى النار ولكنهم لا يفقهون ذلك .
( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ) تفريع كلام على الكلام السابق من ذكر فرحهم ومن إفادة قوله ( قل نار جهنم أشد حرا ) من التعريض بأنهم أهلها وصائرون إليها .
والضحك هنا كناية عن الفرح أو أريد ضحكهم فرحا لاعتقادهم ترويج حيلتهم على النبي A إذ أذن لهم بالتخلف .
والبكاء كناية عن حزنهم في الآخرة فالأمر بالضحك وبالبكاء مستعمل في الإخبار بحصولهما قطعا إذ جعلا من أمر الله أو هو أمر تكوين مثل قوله ( فقال لهم الله موتوا ) والمعنى أن فرحهم زائل وأن بكاءهم دائم .
والضحك كيفية في الفم تتمدد منها الشفتان وربما أسفرتا عن الأسنان وهي كيفية تعرض عند السرور والتعجب من الحسن .
والبكاء كيفية في الوجه والعينين تنقبض بها الوجنتان والأسارير والأنف . ويسيل الدمع من العينين وذلك يعرض عند الحزن والعجز عن مقاومة الغلب .
وقوله ( جزاء بما كانوا يكسبون ) حال من ضميرهم أي جزاء لهم والمجعول جزاء هو البكاء المعاقب للضحك القليل لأنه سلب نعمة بنقمة عظيمة .
وما كانوا يكسبون هو أعمال نفاقهم واختير الموصول في التعبير عنه لأنه أشمل مع الإيجاز .
وفي ذكر فعل الكون وصيغة المضارع في ( يكسبون ) ما تقدم في قوله ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .
( فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستئذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين ) الفاء للتفريع على ما آذن به قوله ( قل نار جهنم أشد حرا ) إذ فرع على الغضب عليهم وتهديدهم عقاب آخر لهم بإبعادهم عن مشاركة المسلمين في غزواتهم .
وفعل رجع يكون قاصرا ومتعديا مرادفا لأرجع . وهو هنا متعد أي أرجعك الله .
A E وجعل الإرجاع إلى طائفة من المنافقين المخلفين على وجه الإيجاز لأن المقصود الإرجاع إلى الحديث معهم في مثل القصة المتحدث عنها بقرينة قوله ( فاستأذنوك للخروج ) ولما كان المقصود بيان معاملته مع طائفة اختصر الكلام فقيل ( فإن رجعك الله إلى طائفة منهم ) وليس المراد الإرجاع الحقيقي كما جرت عليه عبارات أكثر المفسرين وجعلوه الإرجاع من سفر تبوك مع أن السورة كلها نزلت بعد غزوة تبوك بل المراد المجازي أي تكرر الخوض معهم مرة أخرى .
والطائفة الجماعة وتقدمت في قوله تعالى ( يغشى طائفة منكم ) في سورة آل عمران . أو قوله ( فلتقم طائفة منهم معك ) في سورة النساء .
والمراد بالطائفة هنا جماعة من المخلفين دل عليها قوله ( فاستأذنوك للخروج ) أي إلى طائفة منهم يبتغون الخروج للغزو فيجوز أن تكون هذه الطائفة من المنافقين أرادوا الخروج للغزو طمعا في الغنيمة أو نحو ذلك . ويجوز أن يكون طائفة من المخلفين تابوا وأسلموا فاستأذنوا للخروج للغزو . وعلى الوجهين يحتمل أن منعهم من الخروج للخوف من غدرهم إن كانوا منافقين أو لمجرد التأديب لهم إن كانوا قد تابوا و آمنوا .
وما أمر النبي A بأن يقوله لهم صالح للوجهين .
والجمع بين النفي ب ( لن ) وبين كلمة ( أبدا ) تأكيد لمعنى لن لانتفاء خروجهم في المستقبل إلى الغزو مع المسلمين