وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والضمير المستتر في أعقبهم للمذكور من أحوالهم أو للبخل المأخوذ من بخلوا فإسناد الإعقاب مجاز عقلي أو يعود إلى اسم الله تعالى في قوله ( من عاهد الله ) أي جعل فعلهم ذلك سببا في بقاء النفاق في قلوبهم إلى موتهم وذلك جزاء تمردهم على النفاق . وهذا يقتضي إلى أن ثعلبة أو معتبا مات على الكفر وأن حرصه على دفع صدقته رياء وتقية وكيف وقد عد كلاهما في الصحابة وأولهما فيمن شهد بدرا وقيل : هما آخران غيرهما وافقا في الاسم . فيحتمل أن يكون أطلق النفاق على ارتكاب المعاصي في حالة الإسلام وهو إطلاق موجود في عصر النبوءة كقول حنظلة بن الربيع للنبي A . : يا رسول الله " نافق حنظلة " . وذكر ارتكابه في خاصته ما ظنه معصية ولم يغير عليه النبي A ولكن بين له أن ما توهمه ليس كما توهمه فيكون المعنى أنهم أسلموا وبقوا يرتكبون المعاصي خلاف حال أصحاب النبي A وقد يومئ إلى هذا تنكير ( نفاقا ) المفيد أنه نفاق جديد وإلا فقد ذكروا منافقين فكيف يكون النفاق حاصلا لهم عقب فعلهم هذا .
واللقاء مصادفة الشيء شيئا في مكان واحد . فمعنى إلى يوم يلقونه إلى يوم الحشر لأنه يوم لقاء الله للحساب أو إلى يوم الموت لأن الموت لقاء الله كما في الحديث " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه " وفسره بأنه محبة تعرض للمؤمن عند الاحتضار . وقال بعض المتقدمين من المتكلمين : إن اللقاء يقتضي الرؤية فاستدل على ثبوت رؤية الله تعالى بقوله تعالى ( تحيتهم يوم يلقونه سلام ) في سورة الأحزاب فنقض عليهم الجبائي بقوله ( إلى يوم يلقونه ) في هذه الآية فإن الاتفاق على أن المنافقين لا يرون الله . وقد تصدى الفخر لإبطال النقض بما يصير الاستدلال ضعيفا والحق أن اللقاء لا يستلزم الرؤية . وقد ذكر في نفح الطيب في ترجمة أبي بكر بن العربي قصة في الاستدلال بآية الأحزاب على بعض معتزلة الحنابلة ونقض الحنبلي المعتزلي عليه بهذه الآية .
والباء للسببية أو للتعليل أي بسبب أخلافهم وعد ربهم وكذبهم .
وعبر عن كذبهم بصيغة ( كانوا يكذبون ) لدلالة كان على أن الكذب كائن فيهم ومتمكن منهم ودلالة المضارع على تكرره وتجدده .
وفي هذا دلالة على وجوب الحذر من أحداث الأفعال الذميمة فإنها تفسد الأخلاق الصالحة ويزداد الفساد تمكنا من النفس بطبيعة التولد الذي هو ناموس الوجود .
( ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ) A E استئناف لأجل التقرير . والكلام تقرير للمخاطب عنهم لأن كونهم عالمين بذلك معروف لدى كل سامع . والسر ما يخفيه المرء من كلام وما يضمر في نفسه فلا يطلع عليه الناس وتقدم في قوله ( سرا وعلانية ) في سورة البقرة .
والنجوى المحادثة بخفاء أي يعلم ما يضمرونه في أنفسهم وما يتحادثون به حديث سر لئلا يطلع عليه غيرهم .
وإنما عطفت النجوى على السر مع أنه أعم منها لينبئهم باطلاعه على ما يتناجون به من الكيد والطعن .
ثم عمم ذلك بقوله ( وأن الله علام الغيوب ) أي قوي علمه لجميع الغيوب .
والغيوب جمع غيب وهو ما خفي وغاب عن العيان . وتقدم قوله ( الذين يؤمنون بالغيب ) في سورة البقرة .
( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ) استئناف ابتدائي نزلت بسبب حادث حدث في مدة نزول السورة ذلك أن النبي A حث الناس على الصدقة فجاء عبد الرحمان بن عوف بأربعة آلاف درهم وجاء عاصم بن عدي بأوسق كثيرة من تمر وجاء أبو عقيل بصاع من تمر فقال المنافقون : ما أعطى عبد الرحمان وعاصم إلا رياء وأحب أبو عقيل أن يذكر بنفسه ليعطى من الصدقات فأنزل الله فيهم هذه الآية .
فالذين يلمزون مبتدأ وخبره جملة ( سخر الله منهم ) .
واللمز الطعن . وتقدم في هذه السورة في قوله ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ) . وقرأه يعقوب بضم الميم كما قرأ قوله ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ) .
والمطوعين أصله المتطوعين أدغمت التاء في الطاء لقرب مخرجيهما