وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وإنما أغناهم الله ورسوله بما جلبه حلول النبي E بينهم من أسباب الرزق بكثرة عمل المهاجرين وبوفرة الغنائم في الغزوات وبالأمن الذي أدخله الإسلام فيهم إذ جعل المؤمنين إخوة فانتفت الضغائن بينهم والثارات وقد كان الأوس والخزرج قبل الإسلام أعداء وكانت بينهم حروب تفانوا فيها قبيل الهجرة وهي حروب بعاث .
والفضل الزيادة في البذل والسخاء . و ( من ) ابتدائية . وفي جعل الإغناء من الفضل كناية عن وفرة الشيء المغني به لأن ذا الفضل يعطي الجزل .
وعطف الرسول على اسم الجلالة في فعل الإغناء لأنه السبب الظاهر المباشر .
( فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير ) التفريع على قوله ( جاهد الكفار والمنافقين ) على عادة القرآن في تعقيب الوعيد بالوعد والعكس فلما أمر بجهادهم والغلظة عليهم وتوعدهم بالمصير إلى النار فرع على ذلك الإخبار بأن التوبة مفتوحة لهم وأن تدارك أمرهم في مكنتهم لأن المقصود من الأمر بجهادهم قطع شافة مضرتهم أو أن يصلح حالهم .
والتوبة هي إخلاصهم الأيمان . والضمير يعود إلى الكفار والمنافقين والضمير في ( يك ) عائد إلى مصدر ( يتوبوا ) وهو التوب .
والتولي الإعراض والمراد به الإعراض عن التوبة . والعذاب في الدنيا عذاب الجهاد والأسر وفي الآخرة عذاب النار .
وجيء بفعل ( يك ) في جواب الشرط دون أن يقال فإن يتوبوا فهو خير لهم لتأكيد وقوع الخير عند التوبة والإيماء إلى أنه لا يحصل الخير إلا عند التوبة لأن فعل التكوين مؤذن بذلك .
وحذف نون ( يكن ) للتخفيف لأنها لسكونها تهيأت للحذف وحسنه وقوع حركة بعدها والحركة ثقيلة فلذلك شاع حذف هذه النون في كلامهم كقوله ( وإن تك حسنة يضاعفها ) في سورة النساء .
وجملة ( وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير ) عطف على جملة ( يعذبهم الله ) الخ فتكون جوابا ثانيا للشرط ولا يريبك أنها جملة اسمية لا تصلح لمباشرة أداة الشرط بدون فاء رابطة . لأنه يغتفر في التوابع ما لا يغتفر في المتبوعات فإن حرف العطف كاف في ربط الجملة تبعا للجملة المعطوف عليها .
والمعنى أنهم إن تولوا لم يجدوا من ينصرهم من القبائل إذ لم يبق من العرب من لم يدخل في الإسلام إلا من لا يعبأ بهم عددا وعددا . والمراد نفي الولي النافع كما هو مفهوم الولي وأما من لا ينفع فهو حبيب وودود وليس بالولي .
A E ( ومنهم من عاهد الله لئن آتينا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ) قيل : نزلت في ثعلبة بن حاطب من المنافقين سأل رسول الله A أن يدعو له بسعة الرزق فدعا له فأثرى إثراء كثيرا فلما جاءه المصدقون ليعطي زكاة أنعامه امتنع من ذلك ثم ندم فجاء بصدقته فأبى رسول الله A أن يقبلها منه . وذكروا من قصته أنه تاب ولكن لم تقبل صدقته في زمن النبي ولا في زمن الخلفاء الثلاثة بعده عقوبة له وإظهار للاستغناء عنه حتى مات في خلافة عثمان وقد قيل : إن قائل ذلك هو معتب بن قشير وعلى هذا فضمائر الجمع في لنصدقن وما بعده مراد بها واحد وإنما نسبت الفعل إلى جماعة المنافقين على طريقة العرب في إلصاق فعل الواحد بقبيلته . ويحتمل أن ثعلبة سأل ذلك فتبعه بعض أصحابه مثل معتب بن قشير فأوتي مثل ما أوتي ثعلبة وبخل مثل ما بخل وإن لم تجيء فيه قصة كما تقدم آنفا .
وجملة ( لنصدقن ) بيان لجملة ( عاهد الله ) وفعل ( لنصدقن ) أصله لنتصدقن فأدغم للتخفيف .
والإعراض إعراضهم عن عهدهم وعن شكر نعمة ربهم .
و ( أعقبهم نفاقا ) جعل نفاقا عقب ذلك أي إثره ولما ضمن أعقب معنى أعطى نصب مفعولين والأصل أعقبهم بنفاق