وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والاستمتاع : التمتع وهو نوال أحد المتاع الذي به التذاذ الإنسان وملائمه وتقدم عند قوله تعالى ( ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) في سورة الأعراف .
والسين والتاء فيه للمبالغة في قوة التمتع .
والخلاق : الحظ من الخير وقد تقدم عند قوله تعالى ( فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ) في سورة البقرة .
وتفرع ( فاستمتعوا بخلاقهم ) على ( كانوا أشد ) : لأن المقصود إدخاله في الحالة المشبه بها كما سيأتي .
A E وتفرع ( فاستمتعتم بخلاقكم ) على ما أفاده حرف الكاف بقوله ( كالذين من قبلكم ) من معنى التشبيه ولذلك لم تعطف جملة ( فاستمتعتم ) بواو العطف فإن هذه الجملة هي المقصد من التشبيه وما تفرع عليه وقد كان ذكر هذه الجملة يغني عن ذكر جملة ( فاستمتعوا بخلاقهم ) لولا قصد الموعظة بالفريقين : المشبه بهم والمشبهين في إعراض كليهما عن أخذ العدة للحياة الدائمة وفي انصبابهما على التمتع العاجل فلم يكتف في الكلام بالاقتصار على حال أحد الفريقين قصدا للاعتناء بكليهما فذلك الذي اقتضى هذا الإطناب ولو اقتصر على قوله ( فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم ) ولم يذكر قبله ( فاستمتعوا بخلاقهم ) لحصل أصل المعنى ولم يستفد قصد الاهتمام بكلا الفريقين .
ولذلك لما تقرر هذا المقصد في أنفس السامعين لم يحتج إلى نسج مثل هذا النظم في قوله ( وخضتم كالذي خاضوا ) .
وقوله ( كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم ) تأكيد للتشبيه الواقع في قوله ( كالذين من قبلكم إلى قوله فاستمتعتم بخلاقكم ) للتنبيه على أن ذلك الجزء بخصوصه من بين الحالة المشبهة والحالة المشبه بها هو محل الموعظة والتذكير فلا يغرهم ما هم فيه من نعمة الإمهال والاستدراج فقدم قوله ( فاستمتعوا بخلاقهم ) وأتى بقوله ( كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم ) مؤكدا له دون أن يقتصر على هذا التشبيه الأخير ليتأتى التأكيد ولأن تقديم ما يتمم تصوير الحالة المشبه بها المركبة قبل إيقاع التشبيه أشد تمكينا لمعنى المشابهة عند السامع .
وقوله ( كالذي خاضوا ) تشبيه لخوض المنافقين بخوض أولئك وهو الخوض الذي حكي عنهم في قوله ( ليقولن أنما كنا نخوض ونلعب ) ولبساطة هذا التشبيه لم يؤت فيه بمثل الأسلوب الذي أتي به في التشبيه السابق له . أي : وخضتم في الكفر والاستهزاء بآيات الله ورسوله كالخوض الذي خاضوه في ذلك فأنتم وهم سواء فيوشك أن يحيق بكم ما حاق بهم وكلامنا في هذين التشبيهين أدق ما كتب فيهما .
و ( الذي ) اسم موصول مفرد وإذ كان عائد الصلة هنا ضمير جمع تعين أن يكون المراد ب ( الذي ) : تأويله بالفريق أو الجمع ويجوز أن يكون ( الذي ) هنا أصله الذين فخفف بحذف النون على لغة هذيل وتميم كقول الأشهب بن زميلة النهشلي : .
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كل القوم يا أم خالد ونحاة البصرة يرون هذا الاستعمال خاصا بحالة أن تطول الصلة كالبيت فلا ينطبق عندهم على الآية ونحاة الكوفة يجوزونه ولو لم تطل الصلة كما في الآية وقد ادعى الفراء : أن ( الذي ) يكون موصولا حرفيا مؤولا بالمصدر واستشهد له بهذه الآية وهو ضعيف .
ولما وصفت حالة المشبه بهم من الأمم البائدة أعقب ذلك بالإشارة إليهم للتنبيه على أنهم بسبب ذلك كانوا جديرين بما سيخبر به عنهم فقال تعالى ( أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون ) وفيه تعريض بأن الذين شابهوهم في أحوالهم أحرياء بأن يحل بهم ما حل بأولئك وفي هذا التعريض من التهديد والنذارة معنى عظيم .
والخوض تقدمت الحوالة على معرفته آنفا .
والحبط : الزوال والبطلان وتقدم في قوله تعالى ( فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ) في سورة البقرة .
والمراد بأعمالهم ما كانوا يعملونه ويكدحون فيه : من معالجة الأموال والعيال والانكباب عليهما ومعنى حبطها في الدنيا استئصالها وإتلافها بحلول مختلف العذاب بأولئك الأمم وفي الآخرة بعدم تعويضها لهم كقوله تعالى ( ونرثه ما يقول ) أي في الدنيا ( ويأتينا فردا ) أي في الآخرة لا مال له ولا ولد كقوله ( ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه )