وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والوعد أعم من الوعيد فهو يطلق على الإخبار بالتزام المخبر للمخبر بشيء في المستقبل نافع أو ضار أو لا نفع فيه ولا ضر ( هذا ما وعد الرحمان ) . والوعيد خاص بالضار .
وفعل المضي هنا : إما للإخبار عن وعيد تقدم وعده الله المنافقين والمنافقات تذكيرا به لزيادة تحقيقه وإما لصوغ الوعيد في الصيغة التي تنشأ بها العقود مثل " بعت ووهبت " إشعارا بأنه وعيد لا يتخلف مثل العقد والالتزام .
والإظهار في مقام الإضمار لتقرير المحكوم عليه في ذهن السامع حتى يتمكن اتصافهم بالحكم .
وزيادة ذكر ( الكفار ) هنا للدلالة على أن المنافقين ليسوا بأهون حالا من المشركين إذ قد جمع الكفر الفريقين .
ومعنى ( هي حسبهم ) أنها ملازمة لهم . وأصل حسب أنه بمعنى الكافي ولما كان الكافي يلازمه المكفي كني به هنا عن الملازمة ويجوز أن يكون ( حسب ) على أصله ويكون ذكره في هذا المقام تهكما بهم كأنهم طلبوا النعيم فقيل : حسبهم نار جهنم .
واللعن : الإبعاد عن الرحمة والتحقير والغضب .
A E والعذاب المقيم : إن كان المراد به عذاب جهنم فهو تأكيد لقوله ( خالدين فيها هي حسبهم ) لدفع احتمال إطلاق الخلود على طول المدة وتأكيد للكناية في قوله ( هي حسبهم ) وإن كان المراد به عذابا آخر تعين أنه عذاب في الدنيا وهو عذاب الخزي والمذلة بين الناس .
وفي هذه الآية زيادة تقرير لاستحقاق المنافقين العذاب وأنهم الطائفة التي تعذب إذا بقوا على نفاقهم فتعين أن الطائفة المعفو عنها هم الذين يؤمنون منهم .
( كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلقهم فاستمتعتم بخلقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون ) قيل هذا الخطاب التفات عن ضمائر الغيبة الراجعة إلى المنافقين إلى خطابهم لقصد التفريع والتهديد بالموعظة والتذكير عن الغرور بما هم فيه من نعمة الإمهال بأن آخر ذلك حبط الأعمال في الدنيا والآخرة وأن يحق عليهم الخسران .
فكاف التشبيه في موضع الخبر عن مبتدأ محذوف دل عليه ضمير الخطاب تقديره : أنتم كالذين من قبلكم أو الكاف في موضع نصب بفعل مقدر أي : فعلتم كفعل الذين من قبلكم فهو في موضع المفعول المطلق الدال على فعله ومثله في حذف الفعل والإتيان بما هو مفعول الفعل المحذوف قول النمر بن تولب : .
حتى إذا الكلاب قال لها ... كاليوم مطلوبا ولا طالبا أراد : لم أر كاليوم إلا أن عامل النصب مختلف بين الآية والبيت .
وقيل هذا من بقية المقول المأمور بأن يبلغه النبي A إياهم من قوله ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ) الآية . فيكون ما بينهما اعتراضا بقوله ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض ) الخ فضمير الخطاب لهم جار على مقتضى الظاهر بدون التفات والكلام مسوق لتشبيه حالهم في مصيرهم إلى النار .
والإتيان بالموصول لأنه أشمل وأجمع للأمم التي تقدمت مثل عاد وثمود ممن ضرب العرب بهم المثل في القوة .
و ( أشد ) معناه أقوى والقوة هنا القدرة على الأعمال الصعبة كقوله ( أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ) أو يراد بها العزة وعدة الغلب باستكمال العدد والعدد وبهذا المعنى أوقعت القوة تمييز ال ( أشد ) كما أوقعت مضافا إليه شديد في قوله تعالى ( علمه شديد القوى ) .
وكثرة الأموال لها أسباب كثيرة : منها طيب الأرض للزرع والغرس ورعي الأنعام والنحل ومنها وفرة التجارة بحسن موقع الموطن بين مواطن الأمم ومنها الاقتراب من البحار للسفر إلى الأقطار وصيد البحر ومنها اشتمال الأرض عل المعادن من الذهب والفضة والحديد والمواد الصناعية والغذائية من النبات كأشجار التوابل ولحاء الدبغ والصبغ والأدوية والزراريع والزيوت .
وكثرة الأولاد تأتي من الأمن بسبب بقاء الأنفس ومن الخصب المؤثر قوة الأبدان والسلامة من المجاعات المعقبة للموتان ومن حسن المناخ بالسلامة من الأوبئة المهلكة ومن الثروة بكثرة الأزواج والسراري والمراضع