وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد آمن بعض المنافقين بعد نزول هذه الآية وذكر المفسرون من هذه الطائفة مخشيا بن حمير الأشجعي لما سمع هذه الآية تاب من النفاق وحسن إسلامه فعد من الصحابة وقد جاهد يوم اليمامة واستشهد فيه وقد قيل : إنه المقصود " بالطائفة " دون غيره فيكون من باب إطلاق لفظ الجماعة على الواحد في مقام الإخفاء والتعمية كقوله A " ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله " . وقد توفي رسول الله A وفي المدينة بقية من المنافقين وكان عمر بن الخطاب في خلافته يتوسمهم .
والباء في ( بأنهم كانوا مجرمين ) للسببية والمجرم الكافر .
وقرأ الجمهور ( يعف ) و ( تعذب ) ببناء الفعلين إلى النائب وقرأه عاصم بالبناء للفاعل وبنون العظمة في الفعلين ونصب ( طائفة ) الثاني .
( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ) A E يظهر أن تكون هذه الآية احتراسا عن أن يظن المنافقون أن العفو المفروض لطائفة منهم هو عفو ينال فريقا منهم باقين على نفاقهم فعقب ذلك ببيان أن النفاق حالة واحدة وأن أصحابه سواء ليعلم بذلك أن افتراق أحوالهم بين عفو وعذاب لا يكون إلا إذا اختلفت أحوالهم بالإيمان والبقاء على النفاق إلى ما أفادته الآية أيضا من إيضاح بعض أحوال النفاق وآثاره الدالة على استحقاق العذاب ففصل هاته الجملة عن التي قبلها : إما لأنها كالبيان للطائفة المستحقة العذاب وإما أن تكون استئنافا ابتدائيا في حكم الاعتراض كما سيأتي عند قوله تعالى ( كالذين من قبلكم ) وإما أن تكون اعتراضا هي والتي بعدها بين الجملة المتقدمة وبين جملة ( كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة ) كما سيأتي هنالك .
وزيد في هذه الآية ذكر ( المنافقات ) تنصيصا على تسوية الأحكام لجميع المتصفين بالنفاق : ذكورهم وإناثهم كيلا يخطر بالبال أن العفو يصادف نساءهم والمؤاخذة خاصة بذكرانهم ليعلم الناس أن لنساء المنافقين حظا من مشاركة رجالهن في النفاق فيحذروهن .
و ( من ) في قوله ( بعضهم من بعض ) اتصالية دالة على معنى اتصال شيء بشيء وهو تبعيض مجازي معناه الوصلة والولاية ولم يطلق على ذلك اسم الولاية كما أطلق على اتصال المؤمنين بعضهم ببعض في قوله ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) لما سيأتي هنالك .
وقد شمل قوله ( بعضهم من بعض ) جميع المنافقين والمنافقات لأن كل فرد هو بعض من الجميع فإذا كان كل بعض متصلا ببعض آخر علم أنهم سواء في الأحوال .
وجملة ( يأمرون بالمنكر ) مبينة لمعنى الاتصال والاستواء في الأحوال .
والمنكر المعاصي لأنها ينكرها الإسلام .
والمعروف ضدها لأن الدين يعرفه أي يرضاه وقد تقدما في قوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) في سورة آل عمران .
وقبض الأيدي : كناية عن الشح وهو وصف ذم لدلالته على القسوة لأن المراد الشح على الفقراء .
والنسيان منهم مستعار للإشراك بالله أو للإعراض عن ابتغاء مرضاته وامتثال ما أمر به لأن الإهمال والإعراض يشبه نسيان المعرض عنه .
ونسيان الله إياهم مشاكلة أي حرمانه إياهم مما أعد للمؤمنين لأن ذلك يشبه النسيان عند قسمة الحظوظ .
وجملة ( إن المنافقين هم الفاسقون ) فذلكة للتي قبلها فلذلك فصلت لأنها كالبيان الجامع .
وصيغة القصر في ( إن المنافقين هم الفاسقون ) قصر ادعائي للمبالغة لأنهم لما بلغوا النهاية في الفسوق جعل غيرهم كمن ليس بفاسق .
والإظهار في مقام الإضمار في قوله ( إن المنافقين ) لزيادة تقريرهم في الذهن لهذا الحكم . ولتكون الجملة مستقلة حتى تكون كالمثل .
( وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ) هذه الجملة إما استئناف بياني ناشئي عن قوله ( إن المنافقين هم الفاسقون ) وإما مبينة لجملة ( فنسيهم ) لأن الخلود في جهنم واللعن بيان للمراد من نسيان الله إياهم