وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والضمير المنصوب ب ( أنه ) ضمير الشأن وفسر الضمير بجملة ( من يحادد الله ) إلى آخرها .
والمعنى : ألم يعلموا شأنا عظيما هو من يحادد الله ورسوله له نار جهنم .
وفك الدالان من ( يحادد ) ولم يدغما لأنه وقع مجزوما فجاز فيه الفك والإدغام والفك أشهر وأكثر في القرآن وهو لغة أهل الحجاز وقد ورد فيه الإدغام نحو قوله ( ومن يشاق الله ) في سورة الحشر في قراءة جميع العشرة وهو لغة تميم .
و ( المحادة ) المعاداة والمخالفة .
والفاء في ( فأن له نار جهنم ) لربط جواب شرط ( من ) .
وأعيدت ( أن ) في الجواب لتوكيد ( أن ) المذكورة قبل الشرط توكيدا لفظيا فإنها لما دخلت على ضمير الشأن وكانت جملة الشرط وجوابه تفسيرا لضمير الشأن كان حكم ( أن ) ساريا في الجملتين بحيث لو لم تذكر في الجواب لعلم أن فيه معناها فلما ذكرت كان ذكرها توكيدا لها ولا ضير في الفصل بين التأكيد والمؤكد بجملة الشرط والفصل بين فاء الجواب ومدخولها بحرف إذ لا مانع من ذلك ومن هذا القبيل قوله تعالى ( ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ) وقول الحماسي وهو أحد الأعراب : .
وإن امرءا دامت مواثيق عهده ... على مثل هذا إنه لكريم و ( جهنم ) تقدم ذكرها عند قوله تعالى ( فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) في سورة البقرة .
A E والإشارة بذلك إلى المذكور من العذاب أو إلى ضمير الشأن باعتبار تفسيره . والمقصود من الإشارة : تمييزه ليتقرر معناه في ذهن السامع .
و ( الخزي ) الذل والهوان وتقدم عند قوله تعالى ( فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ) في سورة البقرة .
( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون ) استئناف ابتدائي لذكر حال من أحوال جميع المنافقين كما تقدم في قوله ( يحلفون بالله لكم ) وهو إظهارهم الإيمان بالمعجزات وإخبار الله رسوله A بالمغيبات .
وظاهر الكلام أن الحذر صادر منهم وهذا الظاهر ينافي كونهم لا يصدقون بأن نزول القرآن من الله وأن خبره صدق فلذلك تردد المفسرون في تأويل هذه الآية . وأحسن ما قيل في ذلك قول أبي مسلم الأصفهاني ( هو حذر يظهره المنافقون على وجه الاستهزاء . فأخبر الله رسوله بذلك وأمره أن يعلمهم بأنه يظهر سرهم الذي حذروا ظهوره . وفي قوله ( استهزئوا ) دلالة على ما ذكرناه أي هم يظهرون ذلك يريدون به إيهام المسلمين بصدق إيمانهم وما هم إلا مستهزئون بالمسلمين فيما بينهم وليس المراد بما في قلوبهم الكفر ؛ لأنهم لا يظهرون أن ذلك مفروض ففعل ( يحذر ) فأطلق على التظاهر بالحذر أي مجاز مرسل بعلاقة الصورة والقرينة قوله ( قل استهزئوا ) إذ لا مناسبة بين الحذر الحق وبين الاستهزاء لولا ذلك فإن المنافقين لما كانوا مبطنين الكفر لم يكن من شأنهم الحذر من نزول القرآن بكشف ما في ضمائرهم لأنهم لا يصدقون بذلك فتعين صرف فعل ( يحذر ) إلى معنى : يتظاهرون بالحذر وعلى هذا القول يكون إطلاق الفعل على التظاهر بمدلوله من غرائب المجاز . وتأول الزجاج الآية بأن ( يحذر ) خبر مستعمل في الأمر أي ليحذر . وعلى تأويله تكون جملة ( قل استهزئوا ) استئنافا ابتدائيا لا علاقة لها بجملة ( يحذر المنافقون ) . ولهم وجوه أخرى في تفسير الآية بعيدة عن مهيعها ذكرها الفخر .
وضميرا ( عليهم ) و ( تنبئهم ) يجوز أن يعودا إلى المنافقين وهو ظاهر تناسق الضمائر ومعادها . وتكون ( على ) بمعنى لام التعليل أي تنزل لأجل أحوالهم كقوله تعالى ( ولتكبروا الله على ما هداكم ) .
وهو كثير في الكلام وتكون تعدية ( تنبئهم ) إلى ضمير المنافقين : على نزع الخافض أي تنبئ عنهم أي تنبئ الرسول بما في قلوبهم .
ويجوز أن يكون تاء ( تنبئهم ) تاء الخطاب والخطاب للرسول A أي : تنبئهم أنت بما في قلوبهم فيكون جملة ( تنبئهم بما في قلوبهم ) في محل الصفة ل ( سورة ) والرابط محذوف تقديره : تنبئهم بها وهذا وصف للسورة في نفس الأمر لا في اعتقاد المنافقين فموقع جملة ( تنبئهم بما في قلوبهم ) استطراد