وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد جاء ذكر هذه الخصلة مع الخصلتين الأخريين على عادة القرآن في انتهاز فرصة الإرشاد إلى الخير بالترغيب والترهيب فرغبهم في الإيمان ليكفروا عن سيئاتهم الفارطة ثم أعقب الترغيب بالترهيب من عواقب إيذاء الرسول بقوله ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) وهو إنذار بعذاب الآخرة وعذاب الدنيا . وفي ذكر النبي بوصف ( رسول الله ) إيماء إلى استحقاق مؤذيه العذاب الأليم فهو من تعليق الحكم بالمشتق المؤذن بالعلية .
وفي الموصول إيماء إلى أن علة العذاب هي الإيذاء فالعلة مركبة .
( يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين ) عدل عن أسلوب الحكاية عنهم بكلمة ومنهم لأن ما حكي هنا حال من أحوال جميعهم .
فالجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا لإعلام الرسول A والمؤمنين بأن المنافقين يحلفون الأيمان الكاذبة فلا تغرهم أيمانهم فضمير يحلفون عائد إلى الذين يؤذون النبي .
والمراد : الحلف الكاذب بقرينة قوله ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) أي بتركهم الأمور التي حلفوا لأجلها على أنه قد علم أن أيمانهم كاذبة مما تقدم في قوله ( وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون ) .
A E فكاف الخطاب للمسلمين وذلك يدل على أن المنافقين يحلفون على التبرئي مما يبلغ المسلمين من أقوالهم المؤذية للرسول E وذلك يغيظ المسلمين وينكرهم عليهم والنبي A يغضي عن ذلك فلذلك قال الله تعالى ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) أي أحق منكم بأن يرضوهما وسيأتي تعليل أحقية الله ورسوله بأن يرضوهما في الآية التي بعدها فإرضاء الله بالإيمان به وبرسوله وتعظيم رسوله وإرضاء الرسول بتصديقه ومحبته وإكرامه .
وإنما أفرد الضمير في قوله ( أن يرضوه ) مع أن المعاد اثنان لأنه أريد عود الضمير إلى أول الاسمين واعتبار العطف من عطف الجمل بتقدير : والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك فيكون الكلام جملتين ثانيتهما كالاحتراس وحذف الخبر إيجاز . ومن نكتة ذلك الإشارة إلى التفرقة بين الإرضاءين ومنه قول ضابىء بن الحارث : .
ومن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب التقدير : فإني لغريب وقيار بها غريب أيضا . لأن إحدى الغربتين مخالفة لأخراهما .
والضمير المنصوب في ( يرضوه ) عائد إلى اسم الجلالة لأنه الأهم في الخبر ولذلك ابتدئ به ألا ترى أن بيت ضابئ قد جاء في خبره المذكور لام الابتداء الذي هو من علائق ( إن ) الكائنة في الجملة الأولى دون الجملة الثانية وهذا الاستعمال هو الغالب .
وشرط ( إن كانوا مؤمنين ) مستعمل للحث والتوقع لإيمانهم لأن ما حكي عنهم من الأحوال لا يبقى معه احتمال في إيمانهم فاستعمل الشرط للتوقع وللحث على الإيمان . وفيه أيضا تسجيل عليهم إن أعادوا مثل صنيعهم بأنهم كافرون بالله ورسوله وفيه تعليم للمؤمنين وتحذير من غضب الله ورسوله .
( ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها ذلك الخزي العظيم ) هذه الجملة تتنزل من جملة ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) منزلة التعليل لأن العاقل لا يرضى لنفسه عملا يؤول به إلى مثل هذا العذاب فلا يقدم على ذلك إلا من لا يعلم أن من يحادد الله ورسوله يصير إلى هذا المصير السيئي .
والاستفهام مستعمل في الإنكار والتشنيع لأن عدم علمهم بذلك محقق بضرورة أنهم كافرون بالرسول وبأن رضى الله عند رضاه ولكن لما كان عدم علمهم بذلك غريبا لوجود الدلائل المقتضية أنه مما يحق أن يعلموه كان حال عدم العلم به حالا منكرا . وقد كثر استعمال هذا ونحوه في الإعلام بأمر مهم كقوله في هذه السورة ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ) وقوله ( ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم ) وقول مويال بن جهم المذحجي أو مبشر بن هذيل الفزاري : .
ألم تعلمي يا عمرك الله أنني ... كريم على حين الكرام قليل فكأنه قيل : فليعلموا أنه من يحادد الله الخ