وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والفضل زيادة الخير والمنافع ( إن الله لذو فضل على الناس ) والفضل هنا المعطى : من إطلاق المصدر وإرادة المفعول بقرينة من التبعيضية ولو جعلت ( من ) ابتدائية لصحت إرادة معنى المصدر .
وجملة ( إنا إلى الله راغبون ) تعليل أي لأننا راغبون فضله .
وتقديم المجرور لإفادة القصر أي إلى الله راغبون لا إلى غيره والكلام على حذف مضاف تقديره : إنا راغبون إلى ما عينه الله لنا لا نطلب إعطاء ما ليس من حقنا .
والرغبة الطلب بتأدب .
( إنما الصدقات للفقراء والمسكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) هذه الآية اعتراض بين جملة ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ) وجملة ( ومنهم الذين يؤذون النبي ) الآية . وهو استطراد نشأ عن ذكر اللمز في الصدقات أدمج فيه تبيين مصارف الصدقات .
والمقصود من أداة الحصر : أن ليس شيء من الصدقات بمستحق للذين لمزوا في الصدقات وحصر الصدقات في كونها مستحقة للأصناف المذكورة في هذه الآية فهو قصر إضافي أي الصدقات لهؤلاء لا لكم .
وأما انحصارها في الأصناف الثمانية دون صنف آخر فيستفاد من الاقتصار عليها في مقام البيان إذ لا تكون صيغة القصر مستعملة للحقيقي والإضافي معا إلا على طريقة استعمال المشترك في معنييه .
و ( الفقير ) صفة مشبهة أي المتصف بالفقر وهو عدم امتلاك ما به كفاية لوازم الإنسان في عيشه وضده الغني . وقد تقدم عند قوله تعالى ( إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما ) في سورة النساء .
و ( المسكين ) ذو المسكنة وهي المذلة التي تحصل بسبب الفقر ولا شك أن ذكر أحدهما يغني عن ذكر الآخر وإنما النظر فيما إذا جمع ذكرهما في كلام واحد ؛ فقيل : هو من قبيل التأكيد ونسب إلى أبي يوسف ومحمد بن الحسن وأبي علي الجبائي وقيل : يراد بكل من الكلمتين معنى غير المراد من الأخرى واختلف في تفسير ذلك على أقوال كثيرة : الأوضح منها أن يكون المراد بالفقير المحتاج احتياجا لا يبلغ بصاحبه إلى الضراعة والمذلة . والمسكين المحتاج احتياجا يلجئه إلى الضراعة والمذلة ونسب هذا إلى مالك وأبي حنيفة وابن عباس والزهري وابن السكيت ويونس بن حبيب ؛ فالمسكين أشد حاجة لأن الضراعة تكون عند ضعف الصبر عن تحمل ألم الخصاصة والأكثر إنما يكون ذلك من شدة الحاجة على نفس المحتاج . وقد تقدم الكلام عليهما عند قوله تعالى ( وبذي القربىواليتامى والمساكين ) في سورة النساء .
A E و ( العاملين عليها ) معناه العاملون لأجلها أي لأجل الصدقات فحرف ( على ) للتعليل كما في قوله ( ولتكبروا الله على ما هداكم ) أي لأجل هدايته إياكم . ومعنى العمل السعي والخدمة وهؤلاء هم الساعون على الأحياء لجمع زكاة الماشية واختيار حرف ( على ) في هذا المقام لما يشعر به أصل معناه من التمكن أي العاملين لأجلها عملا قويا لأن السعاة يتجشمون مشقة وعملا عظيما ولعل الإشعار بذلك لقصد الإيماء إلى أن علة استحقاقهم مركبة من أمرين : كون عملهم لفائدة الصدقة وكونه شاقا ويجوز أن تكون ( على ) دالة على الاستعلاء المجازي وهو استعلاء التصرف كما يقال : هو عامل على المدينة أي العاملين للنبي أو للخليفة على الصدقات أي متمكنين من العمل فيها .
وممن كان على الصدقة في زمن النبي A حمل بن مالك بن النابغة الهذلي كان على صدقات هذيل .
( والمؤلفة قلوبهم ) هم الذين تؤلف أي تؤنس نفوسهم للإسلام من الذين دخلوا في الإسلام بحدثان عهد أو من الذين يرغبون في الدخول في الإسلام لأنهم قاربوا أن يسلموا .
والتأليف إيجاد الألفة وهي التأنس .
فالقلوب بمعنى النفوس . وإطلاق القلب على ما به إدراك الاعتقاد شائع في العربية