وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( ولكن لا يعلمون ) نفى عنهم العلم بكونهم سفهاء بكلمة ( يعلمون ) دون ( يشعرون ) خلافا للآيتين السابقتين لأن اتصافهم بالسفه ليس مما شأنه الخفاء حتى يكون العلم به شعورا ويكون الجهل به نفي شعور بل هو وصف ظاهر لا يخفى لأن لقاءهم كل فريق بوجه واضطرابهم في الاعتماد على إحدى الخلتين وعدم ثباتهم على دينهم ثباتا كاملا ولا على الإسلام كذلك كاف في النداء بسفاهة أحلامهم فإن السفاهة صفة لا تكاد تخفي وقد قالت العرب : السفاهة كاسمها . قال النابغة : .
نبئت زرعة والسفاهة كاسمها ... يهدى إلي غرائب الأشعار وقال جزء بن كلاب الفقعسي : .
تبغى ابن كوز والسفاهة كاسمها ... ليستاد منا أن شتونا لياليا فظنهم أن ما هم عليه من الكفر رشد وأن ما تقلده المسلمون من الإيمان سفه يدل على انتفاء العلم عنهم . فموقع حرف الاستدراك لدفع تعجب من يتعجب من رضاهم بالاختصاص بوصف السفاهة .
( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون [ 14 ] ) عطف ( وإذا لقوا ) على ما عطف عليه ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا ) ( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس ) .
والكلام في الظرفية والزمان سواء .
والتقييد بقوله ( وإذا لقوا الذين آمنوا ) تمهيد لقوله ( وإذا خلوا ) فبذلك كان مفيدا فائدة زائدة على ما في قوله ( ومن الناس من يقول آمنا بالله ) الآية فليس ما هنا تكرارا مع ما هناك لأن المقصود هنا وصف ما كانوا يعلمون مع المؤمنين وإيهامهم أنهم منهم ولقائهم بوجوه الصادقين فإذا فارقوهم وخلصوا إلى قومهم وقادتهم خلعوا ثوب التستر وصرحوا بما يبطنون . ونكتة تقديم الظرف تقدمت في قوله ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا ) .
A E ومعنى قولهم ( آمنا ) أي كنا مؤمنين فالمراد من الإيمان في قولهم ( آمنا ) الإيمان الشرعي الذي هو مجموع الأوصاف الاعتقادية والعلمية التي تلقب بها المؤمنون وعرفوا بها على حد قوله تعالى ( إنا هدنا إليك ) أي كنا على دين اليهودية فلا متعلق بقوله ( آمنا ) حتى يحتاج لتوجيه حذفه أو تقديره أو أريد آمنا بما آمنتم به والأول أظهر ولقاؤهم الذين آمنوا هو حضورهم مجلس النبي A ومجالس المؤمنين . ومعنى ( قالوا آمنا ) أظهروا أنهم مؤمنون بمجرد القول لا بعقد القلب أي نطقوا بكلمة الإسلام وغيرها مما يترجم عن الإيمان .
وقوله ( وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم ) معطوف على قوله ( وإذا لقوا ) والمقصود هو هذا المعطوف وأما قوله ( وإذا لقوا الذين آمنوا ) فتمهيد له كما علمت وذلك ظاهر من السياق لأن كل أحد يعلم أن المقصود أنهم يقولون آمنا في حال استهزاء يصرحون بقصده إذا خلوا بدليل أنه قد تقدم أنهم يأبون من الإيمان ويقولون ( أنؤمن كما آمن السفهاء ) إنكارا لذلك وواو العطف صالحة للدلالة على المعية وغيرها بحسب السياق وذلك أن السياق في بيان ما لهم من وجهين وجه مع المؤمنين ووجه مع قادتهم وإنما لم يجعل مضمون الجملة الثانية في صورة الحال كأن يقال قائلين لشياطينهم إذا خلوا ولم نحمل الواو في قوله ( وإذا خلوا ) عل الحال أما الأول فلأن مضمون كلتا الجملتين لما كان صالحا لأن يعتبر صفة مستقلة دالة على النفاق قصد بالعطف استقلال كلتيهما لأن الغرض تعداد مساويهم فإن مضمون ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ) مناد وحده بنفاقهم في هاته الحالة .
كما يفصح عنه قوله ( وإذا لقوا ) الدال على أن ذلك في وقت مخصوص وأما الثاني فلأن الأصل اتحاد موقع الجملتين المتماثلتين لفظا . ولما تقدم إيضاحه في وجه العدول عن الإتيان بالحال .
والشياطين جمع شيطان " جمع تكسير " وحقيقة الشيطان أنه نوع من المخلوقات المجردة طبيعتها الحرارة النارية وهم من جنس الجن قال تعالى في إبليس ( كان من الجن ) وقد اشتهر ذكره في كلام الأنبياء والحكماء ويطلق الشيطان على المفسد ومثير الشر تقول العرب فلان من الشياطين ومن شياطين العرب وذلك استعارة وكذلك أطلق هنا على قادة المنافقين في النفاق قال تعالى ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين ) الخ