وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والرجوع مستعار للإقلاع عن الشرك شبه الإقلاع عن الحالة التي هم متلبسون بها بترك من حل في غير مقره الموضع الذي هو به ليرجع إلى مقره وهذا التشبيه يقتضي تشبيه حال الإشراك بموضع الغربة لأن الشرك ليس من مقتضى الفطرة فالتلبس به خروج عن أصل الخلقة كخروج المسافر عن موطنه ويقتضي أيضا تشبيه حال التوحيد بمحل المرء وحيه الذي يأوي إليه وقد تكرر في القرآن إطلاق الرجوع على إقلاع المشركين عن الشرك كقوله ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) أي يرجعون عن الشرك وهو تعريض بالعرب لأنهم المشركون من عقب إبراهيم وبقرينة قوله ( بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين ) فإني استقريت من اصطلاح القرآن أنه يشير بهؤلاء إلى العرب .
( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين [ 175 ] ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) أعقب ما يفيد أن التوحيد جعل في الفطرة بذكر حالة اهتداء بعض الناس إلى نبذ الشرك في مبدأ أمره ثم تعرض وساوس الشيطان له بتحسين الشرك .
ومناسبتها للتي قبلها إشارة العبرة من حال أحد الذين أخذ الله عليهم العهد بالتوحيد والامتثال لأمر الله وأمده الله بعلم يعينه على الوفاء بما عاهد الله عليه في الفطرة ثم لم ينفعه ذلك كله حين لم يقدر الله له الهدى المستمر .
وشأن القصص المفتتحة بقوله ( واتل عليهم ) أن يقصد منها وعظ المشركين بصاحب القصة بقرينة قوله ( ذلك مثل القوم ) الخ ويحصل من ذلك أيضا تعليم مثل قوله ( واتل عليهم نبأ نوح ) ( واتل عليهم نبأ إبراهيم نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق ) ونظائر ذلك فضمير ( عليهم ) راجع إلى المشركين الذين وجهت إليهم العبر والمواعظ من أول هذه السورة وقصت عليهم قصص الأمم مع رسلهم على أن توجيه ضمائر الغيبة إليهم أسلوب متبع في مواقع كثيرة من القرآن كما قدمناه غير مرة فهذا من قبيل رد العجز على الصدر .
ومناسبة فعل التلاوة لهم أنهم كانوا قوما تغلب عليهم الأمية فأراد الله أن يبلغ إليهم من التعليم ما يساوون به حال أهل الكتاب في التلاوة فالضمير المجرور بعلى عائد إلى معلوم من السياق وهم المشركون وكثيرا ما يجيء ضمير جمع الغائب في القرآن مرادا به المشركون كقوله ( عم يتساءلون ) .
والنبأ الخبر المروي .
وظاهر اسم الموصول المفرد أن صاحب الصلة واحد معين وأن مضمون الصلة حال من أحواله التي عرف بها والأقرب أن يكون صاحب هذا النبإ ممن للعرب إلمام بمجمل خبره .
فقيل المعنى به أمية بن أبي الصلت الثقفي وروي هذا عن عبد الله بن عمرو بن العاصي بأسانيد كثيرة عند الطبري وعن زيد بن أسلم وقال القرطبي في التفسير هو الأشهر وهو قول الأكثر ذلك أن أمية بن أبي الصلت الثقفي كان ممن أراد اتباع دين غير الشرك طالبا دين الحق ونظر في التوراة والإنجيل فلم ير النجاة في اليهودية ولا النصرانية وتزهد وتوخى الحنيفية دين إبراهيم وأخبر أن الله يبعث نبيا في العرب فطمع أن يكونه ورفض عبادة الأصنام وحرم الخمر وذكر في شعره أخبارا من قصص التوراة ويروى أنه كانت له إلهامات ومكاشفات وكان يقول : كل دين يوم القيامة عند الله إلا دين الحنيفية زور وله شعر كثير في أمور الإلهية فلما بعث محمد A أسف أن لم يكن هو الرسول المبعوث في العرب وقد اتفق أن خرج إلى البحرين قبل البعثة وأقام هنالك ثمان سنين ثم رجع إلى مكة فوجد البعثة وتردد في الإسلام ثم خرج إلى الشام ورجع بعد وقعة بدر فلم يؤمن بالنبي A حسدا ورثى من قتل من ا لمشركين يوم بدر وخرج إلى الطائف بلاد قومه فمات كافرا . وكان يذكر في شعره الثواب والعقاب واسم الله وأسماء الأنبياء وقد قال فيه النبي A ( كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم " وروي عن أمية أنه قال لما مرض مرض موته " أنا أعلم أن الحنيفية حق ولكن الشك يداخلني في محمد " A E