وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والأمية وصف خص الله به من رسله محمدا صلى الله عليه وسلم إتماما للإعجاز العلمي العقلي الذي أيده الله به فجعل الأمية وصفا ذاتيا له ليتم بها وصفه الذاتي وهو الرسالة ليظهر أن كماله النفساني كمال لدني الهي لا واسطة فيه للأسباب المتعارفة للكمالات وبذلك كانت الأمية وصف كمال فيه مع انها في غيره وصف نقصان لأنه لما حصل له من المعرفة وسداد العقل ما لا يحتمل الخطأ في كل نواحي معرفة الكمالات الحق وكان على يقين من علمه وبينة من أمره ما هو اعظم مما حصل للمتعلمين صارت أميته آية على كون ما حصل له إنما هو من فيوضات إلهية .
ومعنى ( يجدونه مكتوبا ) وجدان صفاته ونعومته التي لا يشبهه فيها غيره فجعلت خاصته بمنزلة ذاته . وأطلق عليها ضمير الرسول النبي الأمي مجازا بالاستخدام وإنما الموجود نعته ووصفه والقرينة قوله ( مكتوبا ) فان الذات لا تكتب وعدل عن التعبير بالوصف للدلالة على انهم يجدون وصفا لا يقبل الالتباس وهو : كونه أميا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل الطيبات ويحرم الخبائث ويضع عنهم إصرهم وشدة شريعتهم .
وذكر الإنجيل هنا لأنه منزل لبني إسرائيل وقد آمن به جمع منهم ومن جاء بعدهم من خلفهم وقد أعلم الله موسى بهذا .
والمكتوب في التوراة هو ما ذكرناه آنفا والمكتوب في الإنجيل بشارات جمة بمحمد A وفي بعضها التصريح بأنه يبعث بعثة عامة ففي إنجيل متي في الإصحاح الرابع والعشرين " ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلون كثيرون ولكن الذي يصبر إلى المنتهى " أي يدوم شرعه إلى نهاية العالم " فهذا يخلص ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم ثم يأتي المنتهى " " أي منتهى الدنيا " وفي إنجيل يوحنا في الإصحاح الرابع عشر " وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم " " ومعنى باسمي أي بمماثلتي وهو كونه رسولا مشرعا لا نبيا مؤكدا " .
وتقدم ذكر التوراة والإنجيل في أول سورة آل عمران .
وجملة ( يأمرهم بالمعروف ) قال أبو علي الفارسي : " هي بيان للمكتوب عندهم ولا يجوز أن تكون حالا من ضمير يجدونه " لان الضمير راجع للذكر والاسم والذكر والاسم لا يأمران أي فتعين كون الضمير مجازا وكون الأمر بالمعروف هو ذات الرسول لا وصفه وذكره ولا شك أن المقصود من هذه الصفات تعريفهم بها لتدلهم على تعيين الرسول الأمي عند مجيئه بشريعة هذه صفاتها .
وقد جعل الله المعروف والمنكر والطيبات والخبائث والإصر والأغلال متعلقات لتشريع النبي الأمي وعلامات فوجب أن يكون المراد منها ما يتبادر من معاني ألفاظها للأفهام المستقيمة .
فالمعروف شامل لكل ما تقبله العقول والفطر السليمة والمنكر ضده وقد تقدم بيانهما عند قوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) في سورة آل عمران .
ويجمعها معنى : الفطرة التي هي قوام الشريعة المحمدية كما قال تعالى ( فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ) وهذه اوضح علامة لتعرف أحكام الشريعة المحمدية .
A E