وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي هذه الآية بشارة ببعثة محمد A وهي مشيرة إلى ما في التوراة من الإصحاح العاشر حتى الرابع عشر والإصحاح الثامن عشر من سفر التثنية : فان موسى بعد أن ذكرهم بخطيئة عبادتهم العجل وذكر مناجاته لله للدعاء لهم بالمغفرة كما تضمنه الإصحاح التاسع من ذلك السفر وذكرناه آنفا في تفسير قوله ( واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا ) . ثم ذكر في الإصحاح العاشر أمرهم بالتقوى بقوله " فالآن يا إسرائيل ما يطلب منك الرب إلا أن تتقي ربك لتسلك في طرقه وتحبه " . ثم ذكر فيه وفي الثلاثة بعده وصايا تفصيلا للتقوى ثم ذكر في الإصحاح الرابع عشر الزكاة فقال " تعشيرا تعشر كل محصول زرعك سنة بسنة عشر حنطتك وخمرك وزينتك وإبكار بقرك وغنمك وفي آخر ثلاث سنين تخرج كل عشر محصولك في تلك السنة فتضعه في أبوابك فيأتي اللاوي والغريب واليتيم والأرملة الذين على أبوابك فيأكلون ويشبعون " الخ . ثم ذكر أحكاما كثيرة في الإصحاحات الثلاثة بعده .
ثم في الإصحاح الثامن عشر قوله " يقيم لك الرب نبيا ومن وسط اخوتك مثلي له تسمعون حسب كل ما طلبت من الرب في حوريب " أي جبل الطور حين المناجاة " يوم الاجتماع قال لي الرب أقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به " فدل هذا على أن هذا النبي من غير بني إسرائيل لقوله " من وسط اخوتك " فان الخطاب لبني إسرائيل ولا يكونون اخوة لأنفسهم . واخوتهم هم أبناء أخي أبيهم : إسماعيل أخي إسحاق وهم العرب ولو كان المراد به نبيا من بني إسرائيل ثل " صمويل " كما يؤوله اليهود لقال : من بينكم أو من وسطكم وعلم أن النبي رسول بشرع جديد من قوله ( مثلك ) فان موسى كان نبيا رسولا فقد جمع القرآن ذلك كله في قوله ( للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ) الخ .
ومن نكت القرآن الجمع في هذه الآية بين وصفي النبوة والرسالة للإشارة إلى أن اليهود بدلوا وصف الرسول وعبروا عنه بالنبي ليصدق على أنبياء بني إسرائيل وغفلوا عن مفاد قوله مثلك وحذفوا وصف الأمي وقد كانت هذه الآية سبب إسلام الحبر العظيم الأندلسي السمو أل بن يحيي اليهودي كما حكاه عن نفسه في كتابه الذي سماه " غاية المقصود في الرد على النصارى واليهود " .
فهذه الرحمة العظيمة تختص بالذين آمنوا بالنبي محمد A من اليهود والنصارى وتشمل الرسل والأنبياء الذين اخذ الله عليهم العهد بالإيمان بمحمد A فكانوا عالمين ببعثته يقينا فهم آمنوا به وتنزلوا منزلة من اتبع ما جاء به لأنهم استعدوا لذلك وتشمل المسلمين من العرب وغيرهم غير بني إسرائيل لأنهم ساروا من آمن بمحمد E من اليهود في اتباع الرسول النبي الأمي .
وتقديم وصف الرسول لأنه الوصف الأخص الأهم ولان في تقديمه زيادة تسجيل لتحريف أهل الكتاب حيث حذفوا هذا الوصف ليصير كلام التوراة صادقا بمن أتى بعد موسى من أنبياء بني إسرائيل ولأن محمدا A اشتهر بوصف النبي الأمي فصار هذا المركب كاللقب له فلذلك لا يغير عن شهرته وكذلك هو حيثما ورد ذكره في القرآن .
والأمي : الذي لا يعرف الكتابة والقراءة قيل هو منسوب إلى الأم أي هو أشبه بأمه منه بأبيه لان النساء في العرب ما كن يعرفن القراءة والكتابة وما تعلمنها إلا في الإسلام فصار تعلم القراءة والكتابة من شعار الحرائر دون الإماء كما قال عبيد الراعي وهو إسلامي .
هن الحرائر لا ربات أخمرة ... سود المحاجر لا يقرأن بالسور أما الرجال ففيهم من يقرأ ويكتب .
وقيل : منسوب إلى الأمة أي الذي حاله حال معظم الأمة أي الأمة المعهودة عندهم وهي العربية وكانوا في الجاهلية لا يعرف منهم القراءة والكتابة إلا النادر منهم ولذلك يصفهم أهل الكتاب بالأميين لما حكى الله تعالى عنهم في قوله ( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ) في آل عمران .
A E