وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والقصد من جملة ( أنت ولينا ) الاعتراف بالانقطاع لعبادة الله تعالى تمهيدا لمطلب المغفرة والرحمة لان شأن الولي أن يرحم مولاه وينصره .
والولي : الذي له ولاية على أحد والولاية حلف أو عتق يقتضي النصرة والإعانة فان كان من جانبين متكافئين فكلا المتعاقدين يقال له مولى وان كان أحد الجانبين أقوى قيل للقوي " ولي " وللضعيف " مولى " وإذ قد كانت الولاية غير قابلة للتعدد لان المرء لا يتولى غير مواليه كان قوله ( أنت ولينا ) مقتضيا عدم الانتصار بغير الله وفي صريحه صيغة قصر .
والتفريع عن الولاية في قوله : ( فاغفر لنا ) تفريع كلام على كلام وليس المراد أن الولي يتعين عليه الغفران .
وقدم المغفرة على الرحمة لان المغفرة سبب لرحمات كثيرة فان المغفرة تنهية لغضب الله المترتب على الذنب فإذا انتهى الغضب تسنى أن يخلفه الرضا . والرضا يقتضي الإحسان .
و ( خير الغافلين ) الذي يغفر كثيرا وقد تقدم قريب منه في قوله تعالى ( بل الله مولاكم وهو خير الناصرين ) في سورة آل عمران .
وإنما عطف جملة ( وأنت خير الغافرين ) لأنه خبر في معنى طلب المغفرة العظيمة فعطف على الدعاء كأنه قيل : فاغفر لنا وارحمنا واغفر لنا جميع ذنوبنا لان الزيادة في المغفرة من آثار الرحمة .
( واكتب ) مستعار لمعنى العطاء المحقق حصوله المجدد مرة بعد مرة لان الذي يريد تحقيق عقد أو عدة أو عطاء وتعلقه بالتجدد في المستقبل يكتب به في صحيفة فلا يقبل النكران ولا النقصان ولا الرجوع وتسمى تلك الكتابة عهدا ومنه ما كتبوه في صحيفة القطيعة وما كتبوه من حلف ذي المجاز قال الحارث ابن حلزة .
حذر الجور والتطاخي وهل ... ينقض ما في المهارق الأهواء ولو كان العطاء أو التعاقد لمرة واحدة لم يحتج للكتابة لأن الحوز أو التمكين مغن عن الكتابة كما قال تعالى ( إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح أن لا تكتبوها ) . فالمعنى : آتنا الحسنة تلو الحسنة في أزمان حياتنا وفي يوم القيامة دل على هذا المعنى لفظ ( اكتب ) ولولاه لكان دعاء صادقا بإعطاء حسنة واحدة فيحتاج إلى الاستعانة على العموم بقرينة الدعاء فان النكرة يراد بها العموم في سياق الدعاء كقول الحريري في المقامة الخامسة .
يا أهل ذا المغنى وقيتم ضرا . " أي كل ضر وليس المراد وقيتم ضرا معينا " والحسنة الحالة الحسنة وهي : في الدنيا المرضية للناس ولله تعالى فتجمع خير الدنيا والدين وفي الآخرة حالة الكمال وقد تقدم بيانها في تفسير قوله تعالى ( ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة ) في سورة البقرة .
وجملة ( إنا هدنا إليك ) مسوقة مساق التعليل للطلب والاستجابة ولذلك فصلت ولان موقع حرف التأكيد في أولها موقع الاهتمام فيفيد التعليل والربط ويغني غناء فاء السببية كما تقدم غير مرة .
و ( هدنا ) معناه تبنا يقال : هاد يهود إذا رجع وتاب فهو مضموم الهاء في هذه الآية باتفاق القراءات المتواترة والمعنى تبنا مما عسى أن نكون ألممنا به من ذنب وتقصير وهذا إخبار عن نفسه وعن المختارين من قومه بما يعلم من صدق سرائرهم .
( قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون [ 156 ] الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينههم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين أمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون [ 157 ] ) جملة ( قال ) الخ جواب لكلام موسى عليه السلام فلذلك فصلت لوقوعها على طريقة المحاورة كما تقدم غير مرة وكلام موسى وان كان طلبا وهو لا يستدعي جوابا فإن جواب الطالب عناية به وفضل .
A E