وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

يجوز أن تكون هذه الجملة معطوفة على جملة ( سأصرف عن آياتي ) إلى آخر الآيات على الوجهين السابقين ويجوز أن يكون معطوفة على جملة ( ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا ) ويجوز ان تكون تذييلا معترضا بين القصتين وتكون الواو اعتراضية وأيا ما كان فهي آثارها الإخبار عنهم بأنهم إن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا فان ذلك لما كان هو الغالب على المتكبرين الجاحدين للآيات وكان لا تخلو جماعة المتكبرين من فريق قليل يتخذ سبيل الرشد عن حلم وحب للمحمدة وهم بعض سادة المشركين وعظماؤهم في كل عصر كانوا قد يحسب السامع أن ستنفعهم أعمالهم أزيل هذا التوهم بان أعمالهم لا تنفعهم مع التكذيب بآيات الله ولقاء الآخرة وأشير إلى أن التكذيب هو سبب حبط أعمالهم بتعريفهم بطريق الموصولية دون الإضمار مع تقدم ذكرهم المقتضي بحسب الظاهر الإضمار فخولف مقتضى الظاهر لذلك .
وإضافة ( ولقاء ) إلى ( الآخرة ) على معنى ( في ) لأنها إضافة إلى ظرف المكان مثل عقبى الدار أي لقاء الله في الآخرة أي لقاء وعده ووعيده .
والحبط فساد الشيء الذي كان صالحا وقد تقدم عند قوله تعالى ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله ) في سورة المائدة .
وجملة ( هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ) مستأنفة استئنافا بيانيا جوابا عن سؤال ينشأ عن قوله ( حبطت أعمالهم ) إذ قد يقول سائل : كيف تحبط أعمالهم الصالحة فأجيب بأنهم جوزوا كما كانوا يعملون فانهم لما كذبوا بآيات الله كانوا قد أحالوا الرسالة والتبليغ عن الله فمن أين جاءهم العلم بان لهم على أعمالهم الصالحة جزاء حسنا لان ذلك لا يعرف إلا بإخبار من الله تعالى وهم قد عطلوا طريق الإخبار وهو الرسالة ولان الجزاء إنما يظهر في الآخرة وهم قد كذبوا بلقاء الآخرة فقد قطعوا الصلة بينهم وبين الجزاء فكان حبط أعمالهم الصالحة وفاقا لاعتقادهم .
والمراد ب ( ما كانوا يعملون ) ما كانوا يعتقدون فأطلق على التكذيب بالآيات وبلقاء الآخرة فعل ( يعملون ) لان آثار الاعتقاد تظهر في أقوال المعتقد وافعاله وهي من أعماله .
والاستفهام ( بهل ) مشرب معنى النفي وقد جعل من معاني ( هل ) النفي وقد بيناه عند قوله تعالى ( هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ) في سورة النمل فانظره هناك .
و ( ما كانوا يعملون ) مقدر فيه مضاف والتقدير مكافئ ما كانوا يعملون بقرينة قوله ( يجزون ) لان الجزاء لا يكون نقس المجزي عليه فان فعل جزى يتعدى إلى العوض المجعول جزاء بنفسه ويتعدى إلى العمل المجزي عليه بالباء كما قال تعالى ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) ونظير هذه الآية قوله في سورة الأنعام ( سيجزيهم وصفهم ) .
( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين [ 148 ] ) A E عطف على جملة ( وواعدنا موسى ) عطف قصة على قصة فذكر فيما تقدم قصة المناجاة وما حصل فيها من الآيات والعبر وذكر في هذه الآية ما كان من قوم موسى في مدة مغيبه في المناجاة من الإشراك .
فقوله ( من بعده ) أي من بعد مغيبه كما هو معلوم من قوله ( ولما جاء موسى لميقاتنا ) ومن قوله ( وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي ) .
وحذف المضاف مع ( بعد ) المضافة الى اسم المتحدث عنه شائع في كلام العرب كما تقدم في نظيرها من سورة البقرة .
و ( من ) في مثله للابتداء وهو أصل معاني ( من ) وأما ( من ) في قوله ( من حليهم ) فهي للتبعيض .
والحلي بضم الحاء وكسر اللام وتشديد المثناة التحتية جمع حلي بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف التحتية ووزن هذا الجمع فعول كما جمع ثدي ويجمع أيضا على حلي بكسر الحاء مع اللام مثل عصي وقسي اتباعا لحركة العين وبالأول قرأ جمهور العشرة وبالثاني حمزة والكسائي وقرأ يعقوب حليهم بفتح الحاء وسكون اللام على صيغة الافراد اي اتخذوا من مصوغهم وفي التوراة أنهم اتخذوه من ذهب نزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائهم وبناتهم وبنيهم