وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والآيات الشريعة ووعد الله أهلها بان يورثهم ارض الشام فيكون المعنى سأتولى دفعهم عنكم ويكون هذا مثل ما ورد في التوراة في الإصحاح الرابع والثلاثين " ها أنا طارد من قدامك الأموريين الخ ) فالصرف على هذا الوجه عناية من الله بموسى وقومه بما يهئ لهم من أسباب النصر على أولئك الأقوام الأقوياء كإلقاء الرعب في قلوبهم وتشتيت كلمتهم وإيجاد الحوادث التي تفت في ساعد عدتهم . أو تكون الجملة جوابا لسؤال من يقول : إذا دخلنا ارض العدو فلعلهم يؤمنون بهدينا ويتبعون ديننا فلا نحتاج إلى قتالهم فأجيبوا بان الله يصرفهم عن اتباع آياته لأنهم جبلوا على التكبر في الأرض والإعراض عن الآيات فالصرف هنا صرف تكويني في نفوس الأقوام وعن الحسن : ان من الكفار من يبالغ في كفره وينتهي إلى حد إذا وصل إليه مات قلبه .
وفي قص الله تعالى هذا الكلام على محمد صلى الله عليه وسلم تعريض بكفار العرب بان الله دافعهم عن تعطيل آياته وبأنه مانع كثيرا منهم عن الإيمان بها لما ذكرناه آنفا .
ويجوز أن تكون جملة ( سأصرف عن آياتي ) من خطاب الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم روى الطبري ذلك عن سفيان بن عيينة فتكون الجملة معترضة في أثناء قصة بني إسرائيل بمناسبة قوله ( سأريكم دار الفاسقين ) تعريضا بان حال مشركي العرب كحال أولئك الفاسقين وتصريحا بسبب إدامتهم العناد والإعراض عن الإيمان فتكون الجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا وتأتي في معنى الصرف عن الآيات الوجوه السابقة واقتران فعل سأصرف بسين الاستقبال القريب تنبهه على أن الله يعجل ذلك الصرف .
وتقديم المجرور على مفعول ( أصرف ) للاهتمام بالآيات ولان ذكره عقب الفعل المتعلق هو به أحسن .
وتعريف المصروفين عن الآيات بطريق الموصولية للإيماء بالصلة إلى علة الصرف . وهي ما تضمنته الصلات المذكورة لأن من صارت تلك الصفات حالات له ينصره الله أو لأنه إذا صار ذلك حالة رين على قلبه فصرف قلبه عن إدراك دلالة الآيات . وزالت منه الأهلية لذلك الفهم الشريف .
A E والأوصاف التي تضمنتها الصلات في الآية تنطبق على مشركي أهل مكة أتم الانطباق .
والتكبر الاتصاف بالكبر . وقد صيغ له الصيغة الدالة على التكلف وقد بينا ذلك عند قوله تعالى ( أبى واستكبر ) وقوله ( استكبرتم ) في سورة البقرة والمعنى : أنهم يعجبون بأنفسهم ويعدون أنفسهم عظماء فلا يأتمرون لآمر ولا ينتصحون لناصح .
وزيادة قوله ( في الأرض ) لتفضيح تكبرهم والتشهير بهم بان كبرهم مظروف في الأرض أي ليس هو خفيا مقتصرا على انفسهم بل هو مبثوث في الأرض أي مبثوث اثره فهو تكبر شائع في بقاع الأرض كقوله ( يبغون في الأرض بغير الحق ) وقوله ( ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) وقوله ( ولا تمش في الأرض مرحا ) وقول مرة بن عداء الفقعسي .
فهلا أعدوني لمثلي تفاقدوا ... وفي الأرض مبثوث شجاع وعقرب وقوله ( بغير الحق ) زيادة لتشنيع التكبر بذكر ما هو صفة لازمة له وهو مغايرة الحق أي : باطل وهي حال لازمة للتكبر كاشفة لوصفه إذ التكبر لا يكون بحق في جانب الخلق وإنما هو وصف لله بحق لأنه العظيم على كل موجود وليس تكبر الله بمقصود أن يحترز عنه هنا حتى يجعل القيد ( بغير الحق ) للاحتراز عنه كما في الكشاف .
ومن المفسرين من حاول جعل قوله ( بغير الحق ) قيدا للتكبر وجعل من التكبر ما هو حق لن للمحق أن يتكبر على المبطل ومنه المقالة المشهورة " الكبر على المتكبر صدقة " وهذه المقالة المستشهد بها جرت على المجاز أو الغلط .
وقوله ( وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) عطف على قوله ( يتكبرون ) فهو في حكم الصلة والقول فيه كالقول في قوله ( لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية ) في سورة يونس وكل مستعملة في معنى الكثرة كما تقدم في قوله تعالى ( ولئن لأتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ) في سورة البقرة .
والسبيل مستعار لوسيلة الشيء بقرينة إضافته إلى الرشد وإلى الغي .
والرؤية مستعارة للإدراك .
والاتخاذ حقيقته مطاوع أخذه بالتشديد إذا جعله آخذا ثم أطلق على أخذ الشيء ولو لم يعطه إياه غيره وهو هنا مستعار للملازمة أي لا يلازمون طريق الرشد ويلازمون طريق الغي