وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأوثر فعل ( أريكم ) دون نحو : سأدخلكم لأن الله منع معظم القوم الذين كانوا مع موسى من دخول الأرض المقدسة لما امتنعوا من قتال الكنعانيين كما تقدم في قوله تعالى ( قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ) في سورة المائدة . وجاء ذلك في التوراة في سفر التثنية الإصحاح الأول : أن الله قال لموسى " وأنت لا تدخل إلى هناك " وفي الإصحاح " وصعد موسى إلى الجبل " نبو " فأراه الله جميع الأرض وقال له هذه الأرض التي أقسمت لإبراهيم قائلا لنسلك أعطيهما قد أريتك إياها بعينيك ولكنك لا تعبر " .
ويجوز أن يكون سأريكم خطابا لقوم موسى فيكون فعل أريكم كناية عن الحلول في دار الفاسقين والحلول في ديار قوم لا يكون إلا الفتح والغلبة فالإرادة رمز إلى الوعد بفتح بلاد الفاسقين والمراد بالفاسقين المشركون فالكلام وعد لموسى وقومه بان يفتحوا ديار الأمم الحالة بالأرض المقدسة التي وعدهم الله بها وهم المذكورون في التوراة في الإصحاح الثالث والثلاثين من سفر الخروج خطابا للشعب " احفظ ما أنا موصيك به ها أنا طارد من قدامك الأموريين والكنعانيين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين احترز من أن تقطع عهدا مع سكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخا في وسطك بل تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم فانك لا تسجد لإله آخر " .
A E ويؤيده ما روي عن قتادة أن دار الفاسقين هي دار العمالقة والجبابرة وهي الشام فمن الخطأ تفسير من فسروا دار الفاسقين بأنها أرض مصر فانهم قد كانوا بها وخرجوا منها ولم يرجعوا إليها ومن البعيد تفسير دار الفاسقين بجهتهم وفي الإصحاح من سفر الخروج " احترز من أن تقطع عهدا مع سكان الأرض التي أنت آت إليها فيزنون وراء آلهتهم ويذبحون لآلهتهم فتدعى وتأكل من ذبيحتهم وتأخذ من بناتهم لبنيك فتزني بناتهم وراء آلهتهن ويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهن " . ولا يخفى حسن مناسبة التعبير عن أولئك الأقوام بالفاسقين على هذا الوجه .
وقيل المراد بدار الفاسقين ديار الأمم الخالية مثل ديار ثمود وقوم لوط الذين أهلكهم الله لكفرهم أي ستمرون عليهم فترون ديارهم فتتعظون بسوء عاقبتهم لفسقهم وفيه بعد لان بني إسرائيل لم يمروا مع موسى على هذه البلاد .
والعدول عن تسمية الأمم بأسمائهم إلى التعبير عنهم بوصف الفاسقين لأنه أدل على تسبب الوصف في المصير الذي صاروا اليه ولانه أجمع وأوجز واختيار وصف الفاسقين دون المشركين والظالمين الشائع في التعبير عن الشرك في القرآن للتنبيه على أن عاقبتهم السوأى تسببت على الشرك وفاسد الأفعال معا .
( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين [ 146 ] ) يجوز أن تكون هذه الآية تكملة لما خاطب الله به موسى وقومه فتكون جملة ( سأصرف ) الخ بأسهم استئنافا بيانيا لان بني إسرائيل كانوا يهابون أولئك الأقوام ويخشون فكأنهم تساءلوا كيف ترينا دارهم وتعدنا بها وهل لا نهلك قبل الحلول بها كما حكى الله عنهم ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين ) " الآية في سورة العقود " وقد حكى ذلك في الإصحاح الرابع عشر من سفر العدد فأجيبوا بان الله سيصرف أولئك عن آياته .
والصرف الدفع أي سأصد عن آياتي أي عن تعطيلها وإبطالها