وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فيقال : فرس قوي وجمل قوي على الحقيقة ويقال : عود قوي إذا كان عسير الانكسار وأس قوي إذا كان لا ينخسف بما يبنى عليه من جدار ثقيل إطلاقا قريبا من الحقيقة وهاته الحالة مقول عليها بالتشكيك لأنها في بعض موصوفاتها أشد منها في بعض آخر ويظهر تفاوتها في تفاوت ما يستطيع موصوفها أن يعمله من عمل مما هي حالة فيه ولما كان من لوازم القوة أن قدرة صاحبها على عمل ما يريده أشد مما هو المعتاد والأعمال عليه أيسر شاع إطلاقها على الوسائل التي يستعين بها المرء على تذييل المصاعب مثل السلاح والعتاد والمال والجاه وهو إطلاق كنائي قال تعالى ( قالوا نحن أولوا قوة ) في سورة النمل .
ولكونها يلزمها الاقتدار على الفعل وصف الله تعالى باسم القوي أي الكامل القدرة قال تعالى ( إن الله قوي شديد العقاب ) في سورة الأنفال .
والقوة هنا في قوله ( فخذها بقوة ) تمثيل لحالة العزم على العمل بما في الالواح بمنتهى الجد والحرص دون تأخير ولا تساهل ولا انقطاع عند المشقة ولا ملل بحالة القوي الذي لا يستعصي عليه عمل يريده . ومنه قوله تعالى ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) في سورة مريم .
وهذا الأخذ هو حظ الرسول وأصحابه المبلغين للشريعة والمنفذين لها فالله المشرع والرسول المنفذ وأصحابه وولاة الأمور هم أعوان على التنفيذ . وإنما اقتصر على أمر الرسول بهذا الأخذ لأنه من خصائصه من يقوم مقامه في حضرته وعند مغيبه وهو وهم فيما سوى ذلك كسائر الأمة .
A E فقوله ( وأمر قومك يأخذوا بأحسنها ) تعريج على ما هو حظ عموم الأمة من الشريعة وهو التمسك بها . فهذا الأخذ مجاز في التمسك والعمل ولذلك عدي بالباء الدالة على اللصوق يقال : أخذ بكذا إذا تمسك به وقبض عليه كقوله ( وأخذ برأس أخيه ) وقوله ( لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ) . ولم يعد فعل الأخذ بالباء في قوله ( فخذها ) لأنه مستعمل في معنى التلقي والحفظ لأنه أهم من الأخذ بمعنى التمسك والعمل فان الأول حظ ولي الأمر والثاني حظ جميع الأمة .
وجزم ( يأخذوا ) جوابا لقوله ( وأمر ) تحقيقا لحصول امتثالهم عندما يأمرهم .
و ( بأحسنها ) وصف مسلوب المفاضلة مقصود به المبالغة في الحسن فإضافتها إلى ضمير الألواح على معنى اللام أي : بالأحسن الذي هو لها وهو جميع ما فيها لظهور أن ما فيها من الشرائع ليس بينه تفاضل بين أحسن ودون الأحسن بل كله مرتبة واحدة فيما عين له ولظهور انهم لا يؤمنون بالأخذ ببعض الشريعة وترك بعضها ولأن الشريعة مفصل فيها مراتب الأعمال فلو أن بعض الأعمال كان عندها أفضل من بعض كالمندوب بالنسبة إلى المباح وكالرخصة بالنسبة إلى العزيمة . كان الترغيب في العمل بالأفضل مذكورا في الشريعة فكان ذلك من جملة الأخذ بها فقرائن سلب صيغة التفضيل عن المفاضلة قائمة واضحة فلا وجه للتردد في تفسير الأحسن في هذه الآية والتعزب إلى التنظير بتراكيب مصنوعة أو نادرة خارجة عن كلام الفصحاء وهذه الآية نظير قوله تعالى ( واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ) في سورة الزمر . والمعنى : وأمر قومك يأخذوا بما فيها لحسنها .
( سأوريكم دار الفاسقين [ 145 ] ) كلام موجه إلى موسى عليه السلام فيجوز ان يكون منفصلا عن الكلام الذي قبله فيكون استئنافا ابتدائيا : هو وعد له بدخولهم الأرض الموعودة ويجوز أن تكون الجملة متصلة بما قبلها فتكون من تمام جملة ( وأمر قومك يأخذوا بأحسنها ) على إنها تحذير من التفريط في شيء مما كتب له في الألواح والمعنى سأبين لكم عقاب الذين لا يأخذون بها .
والدار المكان الذي تسكنه العائلة كما في قوله تعالى ( فخسفنا به وبداره الأرض ) في سورة القصص والمكان الذي يحله الجماعة من حي أو قبيلة كما قال تعالى ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) وقد تقدم . وتطلق الدار على ما يكون عليه الناس أو المرء من حالة مستمرة ومنه قول تعالى ( فنعم عقبى الدار ) . وقد يراد بها مآل المرء ومصيره لأنه بمنزلة الدار يأوي إليه في شأنه وقد تقدم قريب من هذا عند قوله تعالى ( فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار ) في سورة الأنعام .
وخوطب بضمير الجمع باعتبار من معه من أصحابه شيوخ بني إسرائيل أو باعتبار جماعة قومه فالخطاب شامل لموسى ومن معه .
والإرادة من رأى البصرية لأنها عديت إلى مفعولين فقط