وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقد فصلت في من الإصحاح العشرين إلى نهاية الحادي والثلاثين من سفر الخروج ومن جملتها الوصايا العشر التي كلم الله بها موسى في جبل سينا ووقع في الإصحاح الرابع والثلاثين إن الألواح لم تكتب فيها إلا الكلمات العشر التي بالفقرات السبع عشرة منه وقوله هنا موعظة وتفصيلا يقتضي الاعتماد على ما في الأصاحيح الثلاثة عشر .
والموعظة اسم مصدر الوعظ وهو نصح بإرشاد مشوب بتحذير من لحاق ضر في العاقبة أو بتحريض على جلب نقع مغفول عنه وقد تقدم عند قوله تعالى ( فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف ) في سورة البقرة وقوله ( فأعرض عنهم وعظهم ) في سورة النساء وسيجيء قوله ( والموعظة الحسنة ) في آخر سورة النحل .
والتفصيل التبيين للمجملات ولعل الموعظة هي الكلمات العشر والتفصيل ما ذكر بعدها من الأحكام في الإصحاحات التي ذكرناها .
وانتصب موعظة على الحال من كل شيء أو على البدل من ( من ) إذا كانت اسما إذا كان ابتداء التفصيل قد عقب كتابة الألواح بما كلمه الله به في المناجاة مما تضمنه سفر الخروج من الإصحاح الحادي والعشرين إلى الإصحاح الثاني والثلاثين ولما أوحي إليه اثر ذلك .
ولك أن تجعل ( موعظة وتفصيلا ) حالين من الضمير المرفوع في قوله ( وكتبنا له ) أي واعظين ومفصلين فموعظة حال مقارنة وتفصيلا حال مقدرة وأما جعلهما بدلين من قوله ( من كل شيء ) فلا يستقيم بالنسبة لقوله ( وتفصيلا ) .
A E وقوله ( فخذها ) يتعين أن الفاء دالة على شيء من معنى ما خاطب الله به موسى ولما لم يقع فيما وليته ما يصلح لان يتفرع عنه الأمر بأخذها بقوة . تعين أن يكون قوله ( فخذها ) بدلا من قوله ( فخذ ما آتيتك ) بدل اشتمال لان الأخذ بقوة يشتمل عليه الأخذ المطلق وقد اقتضاه العود إلى ما خاطب الله به موسى اثر صعقته إتماما لذلك الخطاب فأعيد مضمون ما سبق ليتصل ببقيته فيكون بمنزله أن يقول فخذ ما آتيتك بقوة وكن من الشاكرين ويكون ما بينهما بمنزلة اعتراض ولولا إعادة ( فخذها ) لكان ما بين قوله ( من الشاكرين ) وقوله ( وأمر قومك يأخذوا ) اعتراضا على بابه ولما اقتضى المقام هذا الفصل وإعادة الأمر بالأخذ اقتضى حسن ذلك أن يكون في الإعادة زيادة فأخر مقيد الأخذ وهو كونه بقوة عن التعلق بالأمر الأول وعلق بالأمر الثاني الرابط للأمر الاول فليس قوله ( فخذها ) بتأكيد وعلى هذا الوجه يكون نظم حكاية الخطاب لموسى على هذا الأسلوب من نظم القرآن .
ويجوز أن يكون في اصل الخطاب المحكي إعادة ما يدل على الأمر بالأخذ لقصد تأكيد هذا الأخذ فيكون توكيدا لفظيا ويكون تأخير القيد تحسينا للتوكيد اللفظي ليكون معه زيادة .
فائدة ويكون الاعتراض قد وقع بين التوكيد والمؤكد وعلى هذا الوجه يكون نظم الخطاب على هذا الأسلوب من نظم الكلام الذي كلم الله به موسى حكي في القرآن على أسلوبه الصادر به .
والضمير المؤنث في قوله ( فخذها ) عائد إلى الألواح باعتبار تقدم ذكرها في قوله ( وكتبنا له في الألواح ) . والمقول لموسى هو مرجع الضمير . وفي هذا الضمير تفسير للإجمال في قوله ( ما آتيتك ) وفي هذا ترجيح كون ما صدق ( ما آتيتك ) هو الألواح ومن جعلوا ما صدق ( ما آتيتك ) الرسالة والكلام جعلوا الفاء عاطفة لقول محذوف على جملة ( وكتبنا ) والتقدير عندهم : وكتبنا فقلنا خذها بقوة وما اخترناه أحسن وأوفق بالنظم .
والأخذ : تناول الشيء وهو هنا مجاز في التلقي والحفظ .
والباء في قوله ( بقوة ) للمصاحبة .
والقوة حقيقتها حالة في الجسم يتأتى له بها أن يعمل ما يشق عمله في المعتاد فتكون في الأعضاء الظاهرة مثل قوة اليدين على الصنع الشديد والرجلين على المشي الطويل والعينين على النظر للمرئيات الدقيقة . وتكون في الأعضاء الباطنة مثل قوة الدماغ على التفكير الذي لا يستطيعه غالب الناس وعلى حفظ ما يعجز عن حفظه غالب الناس ومنه قولهم : قوة العقل .
وإطلاق اسم القوى على العقل وفيما أنشد ثعلب .
" وصاحبين حازما قواهما .
نبهت والرقاد قد علاهما ... إلى أمونين فعدياهما وسمى الحكماء الحواس الخمس العقلية بالقوى الباطنية وهي الحافظة والواهمة والمفكرة والمخيلة والحس المشترك