وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والاستفهام بقوله ( أغير الله أبغيكم إلها ) للإنكار والتعجب من طلبهم أن يجعل لهم إلها غير الله وقد أولي المستفهم عنه الهمزة للدلالة على أن محل الإنكار هو اتخاذ غير الله إلها فتقديم المفعول الثاني للاختصاص للمبالغة في الإنكار أي : اختصاص الإنكار ببغي غير الله إلها .
وهمزة ( أبغيكم ) همزة المتكلم للفعل المضارع وهو مضارع بغى بمعنى طلب . ومصدره البغاء " بضم الباء " .
وفعله يتعدى إلى مفعول واحد ومفعوله هو ( غير الله ) لأنه هو الذي ينكر موسى أن يكون يبغيه لقومه .
وتعدينه إلى ضمير المخاطبين على طريقة الحذف والإيصال وأصل الكلام : أبغي لكم و ( إلاها ) تمييز ل ( غير ) .
وجملة ( وهو فضلكم على العالمين ) في موضع الحال وحين كان عاملها محل إنكار باعتبار معموله كانت الحال أيضا داخلة في حيز الانكار ومقررة لجهته .
وظاهر صوغ الكلام على هذا الاسلوب أن تفضيلهم على العالمين كان معلوما عندهم لأن ذلك هو المناسب للانكار ويحتمل أنه أراد إعلامهم بذلك وأنه أمر محقق .
ومجيء المسند فعليا : ليفيد تقديم المسند إليه عليه تخصيصه بذلك الخبر الفعلي أي : وهو فضلكم لم تفضلكم الاصنام فكان الانكار عليهم تحميقا لهم في أنهم مغمورون في نعمة الله ويطلبون عبادة ما لا ينعم .
والمراد بالعالمين : أمم عصرهم وتفضيلهم عليهم بأنهم ذرية رسول وأنبياء وبأن منهم رسلا وأنبياء وبأن الله هداهم إلى التوحيد والخلاص من دين فرعون بعد أن تخبطوا فيه وبأنه جعلهم أحرارا بعد أن كانوا عبيدا وساقهم إلى امتلاك أرض مباركة وأيدهم بنصره وآياته وبعث فيهم رسولا ليقيم لهم الشريعة . وهذه الفضائل لم تجتمع لأمة غيرهم يومئذ ومن جملة العالمين هؤلاء القوم الذين أتوا عليهم وذلك كناية عن إنكار طلبهم اتخاذ أصنام مثلهم لأن شأن الفاضل أن لا يقلد المفضول لأن اقتباس أحوال الغير يتضمن اعترافا بأنه أرجح رأيا وأحسن حالا في تلك الناحية .
( وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم [ 141 ] ) A E من تتمة كلام موسى عليه السلام كما يقتضيه السياق ويعضده قراءة ابن عامر ( وإذ أنجاكم ) والمعنى : أأبتغي لكم إلها غير الله في حال أنه فضلكم على العالمين وفي زمان أنجاكم فيه من آل فرعون بواسطتي فابتغاء إله غيره كفران لنعمته . فضمير المتكلم المشارك يعود إلى الله وموسى ومعاده يدل عليه قوله ( أغير الله أبغيكم إلها ) .
ويجوز أن يكون هذا امتنانا من الله اعترضه بين القصة وعدة موسى عليه السلام انتقالا من الخبر والعبرة إلى النعمة والمنة فيكون الضمير ضمير تعظيم وقرأ الجمهور أنجيناكم بنون المتكلم المشارك . وقرأه ابن عامر : ( وإذ أنجاكم ) على إعادة الضمير إلى الله في قوله ( أغيرالله أبغيكم إلها ) وكذلك هو مرسوم في مصحف الشام فيكون من كلام موسى وبمجموع القراءتين يحصل المعنيان .
و ( إذ ) اسم زمان وهو مفعول به لفعل محذوف تقديره : واذكروا .
واختار الطبري وجماعة أن يكون قوله ( وإذ أنجيناكم ) خطابا لليهود الموجودين في زمن محمد صلى الله عليه وسلم فيكون ابتداء خطاب افتتح بكلمة ( إذ ) والتعريض بتذكير المشركين من العرب قد انتهى عند قوله ( وهو فضلكم على العالمين ) وسورة الأعراف مكية ولم يكن في المكي من القرءان هو مجادلة مع اليهود .
وقوله ( يسومونكم سوء العذاب ) إلى آخر الآية تقدم تفسير مشابهتها في سورة البقرة .
( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممنها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة ) عود إلى بقية حوادث بني إسرائيل بعد مجاوزتهم البحر فالجملة عطف على جملة ( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر ) .
وقد تقدم الكلام على معنى المواعدة في نظير هذه الآية في سورة البقرة وقرأ أبو عمرو : ووعدنا . وحذف الموعود به اعتمادا على القرينة في قوله ( ثلاثين ليلة ) الخ . ( وثلاثين ) منصوب على النيابة عن الظرف لأن تمييزه ظرف للمواعد به وهو الحضور لتلقي الشريعة ودل عليه ( واعدنا ) لان المواعدة للقاء فالعامل ( واعدنا ) باعتبار المقدر أي حضورا مدة ثلاثين ليلة