وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( ما ) يجوز أن تكون صلة وتوكيدا كافة عمل حرف التشبيه ولذلك صار كاف التشبيه داخلا على جملة لا على مفرد وهي جملة من خبر ومبتدا ويجوز أن تكون ( ما ) مصدرية غير زمانية والجملة بعدها في تأويل مصدر والتقدير كوجود آلهة لهم وإن كان الغالب أن ( ما ) المصدرية لا تدخل إلا على الفعل نحو قوله تعالى ( ودوا ما عنتم ) فيتعين تقدير فعل يتعلق به المجرور في قوله ( لهم ) أو يكتفي بالاستقرار الذي يقتضيه وقوع الخبر جازا ومجرورا كقول نهشل بن جرير التميمي : .
" كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه وفصلت جملة ( قال إنكم قوم تجهلون ) لوقوعها في جواب المحاورة أي : أجاب موسى كلامهم وكان جوابه بعنف وغلظة بقوله ( إنكم قوم تجهلون ) لان ذلك هو المناسب لحالهم .
والجهل : انتفاء العلم أو تصور الشيء على خلاف حقيقته . وتقدم في قوله تعالى ( للذين يعملون السوء بجهالة ) في سورة النساء والمراد جهلهم بمفاسد عبادة الأصنام وكان وصف موسى إياهم بالجهالة مؤكدا لما دلت عليه الجملة الاسمية من كون الجهالة صفة ثابتة فيهم وراسخة من نفوسهم ولولا ذلك لكان لهم في بادئ النظر زاجر عن مثل هذا السؤال فالخبر مستعمل في معنييه : الصريح والكناية مكنى به عن التعجب من فداحة جهلهم .
وفي الإتيان بلفظ ( قوم ) وجعل ما هو مقصود بالإخبار وصفا لقوم تنبيه على أن وصفهم بالجهالة كالمتحقق المعلوم الداخل في تقويم قوميتهم . وفي الحكم بالجهالة على القوم كلهم تأكيد للتعجب من حال جهالتهم وعمومها فيهم بحيث لا يوجد فيهم من يشذ عن هذا الوصف مع كثرتهم ولأجل هذه الغرابة أكد الحكم ( بإن ) لأن شأنه أن يتردد في ثبوته السامع .
وجملة ( إن هؤلاء متبر ما هم فيه ) بمعنى التعليل لمضمون جملة ( إنكم قوم تجهلون ) فلذلك فصلت عنها وقد أكدت وجعلت اسمية لمثل الأغراض التي ذكرت في أختها وقد عرف المسند إليه بالإشارة لتمييزهم بتلك الحالة التي هم متلبسون بها أكمل تمييز وللتنبيه على أنهم أحرياء بما يرد بعد اسم الإشارة من الأوصاف وهي كونهم متبرا أمرهم وباطلا عملهم وقدم المسند وهو ( متبر ) على المسند إليه وهو ( ما هم فيه ) ليفيد تخصيصه بالمسند إليه أي : هم المعرضون للتبار وأنه لا يعدوهم البتة وأنه لهم ضربة لازب ولا يصح أن يجعل ( متبر ) مسندا إليه لأن المقصود بالاخبار هو ما هم فيه .
A E والمتبر : المدمر والتبار " بفتح التاء " الهلاك ( ولا تزد الظالمين إلا تبارا ) . يقال تبر الشيء كضرب وتعب وقتل وتبره تضعيف للتعدية أي أهلكه والتتبير مستعار هنا لفساد الحال فيبقى اسم المفعول على حقيقته في أنه وصف للموصوف به في زمن الحال .
ويجوز أن يكون التتبير مستعار لسوء العاقبة شبه حالهم المزخرف ظاهره بحال الشيء البهيج الآيل إلى الدمار والكسر فيكون اسم المفعول مجازا في الاستقبال أي صائر إلى السوء .
و ( ما هم فيه ) هو حالهم وهو عبادة الأصنام وما تقتضيه من الضلالات والسيئات ولذلك اختير في تعريفها طريق الموصولية لأن الصلة تحيط بأحوالهم التي لا يحيط بها المتكلم ولا المخاطبون .
والظرفية مجازية مستعارة للملابسة تشبيها للتلبس باحتواء الظرف على المظروف .
والباطل اسم لضد الحق فالإخبار به كالإخبار بالمصدر يفيد مبالغة في بطلانه لأن المقام مقام التوبيخ والمبالغة في الانكار وقد تقدم آنفا معنى الباطل عند قوله تعالى ( فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ) .
وفي تقديم المسند وهو ( باطل ) على المسند إليه وهو ( ما كانوا يعملون ) ما في نظيره من قوله ( متبر ما هم فيه ) .
وإعادة لفظ ( قال ) مستأنفا في حكاية تكملة جواب موسى بقوله تعالى ( قال أغير الله أبغيكم ) تقدم توجيه نظيره عند قوله تعالى ( قال اهبطوا منها جميعا ) إلى قوله ( قال فيها تحيون ) من هذه السورة .
والذي يظهر أنه يعاد في حكاية الأقوال إذا طال المقول أو لأنه انتقال من غرض التوبيخ على سؤالهم إلى غرض التذكير بنعمة الله عليهم وأن شكر النعمة يقتضي زجرهم عن محاولة عبادة غير المنعم وهو من الارتقاء في الاستدلال على طريقة التسليم الجدلي أي : لو لم تكن تلك الآلهة باطلا لكان في اشتغالكم بعبادتها والإعراض عن الله الذي أنعم عليكم كفران للنعمة ونداء على الحماقة وتنزه عن أن يشاركهم في حماقتهم