وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

عطف على جملة ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون ) الخ... والمقصود من هذا الخبر هو قوله ( بما صبروا ) تنويها بفضيلة الصبر وحسن عاقبته وبذلك الاعتبار عطفت هذه الجملة على التي قبلها وإلا فإن كلمة الله الحسنى على بني إسرائيل تشمل إيراثهم الأرض التي بارك الله فيها فتتنزل من جملة ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون ) إلى آخرها منزلة التذييل الذي لا يعطف فكان مقتضى العطف هو قوله ( بما صبروا ) .
وكلمة : هي القول وهو هنا يحتمل أن يكون المراد به اللفظ الذي وعد الله بني إسرائيل على لسان موسى في قوله ( عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض ) أو على لسان إبراهيم وهي وعد تمليكهم الأرض المقدسة فتمام الكلمة تحقق وعدها شبه تحققها بالشيء إذا استوفى أجزاءه ويحتمل أنها كلمة الله في علمه وقدره وهي إرادة الله إطلاقهم من استعباد القبط وإرادته تمليكهم الأرض المقدسة كقوله ( وكلمة ألقاها إلى مريم ) .
وتمام ا لكلمة بهذا المعنى ظهور تعلقها التنجيزي في الخارج على نحو قول موسى ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) وقد تقدم عند قوله تعالى ( وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا ) في سورة الأنعام .
و ( الحسنى ) : صفة ل ( كلمة ) وهي صفة تشريف كما يقال الأسماء الحسنى أي كلمة ربك المنزهة عن الخلف ويحتمل أن يكون المراد حسنها لبني إسرائيل وإن كانت سيئة على فرعون وقومه لأن العدل حسن وإن كان فيه إضرار بالمحكوم عليه .
والخطاب في قوله ( ربك ) للنبي A أدمج في ذكر القصة إشارة إلى أن الذي حقق نصر موسى وأمته على عدوهم هو ربك فسينصرك وأمتك على عدوكم لأنه ذلك الرب الذي نصر المؤمنين السابقين وتلك سنته وصنعه وليس في الخطاب التفات من الغيبة إلى الخطاب لاختلاف المراد من الضمائر .
وعدي فعل التمام ( بعلى ) للإشارة إلى تضمين ( تمت ) معنى الإنعام أو معنى حقت .
وباء ( بما صبروا ) للسببية و ( ما ) مصدرية أي بصبرهم على الأذى في ذات الإله وفي ذلك تنبيه على فائدة الصبر وأن الصابر صائر إلى النصر وتحقيق الأمل .
A E والتدمير : التخريب الشديد وهو مصدر دمر الشيء إذا جعله دامرا للتعدية متصرف من الدمار " بفتح الدال " وهو مصدر قاصر . يقال دمر القوم " بفتح الميم " يدمرون " بضم الميم " دمارا إذا هلكوا جميعا فهم دامرون . والظاهر أن إطلاق التدمير على إهلاك المصنوع مجازي علاقته الإطلاق لأن الظاهر أن التدمير حقيقته إهلاك الإنسان .
و ( ما كان يصنع فرعون ) : ما شاده من المصانع وإسناد الصنع إليه مجاز عقلي لانه الآمر بالصنع وأما إسناده إلى قوم فرعون فهو على الحقيقة العقلية بالنسبة إلى القوم لا بالنسبة إلى كل فرد على وجه التغليب .
و ( يعرشون ) ينشئون من الجنات ذات العرايش . والعريش : ما يرفع من دوالي الكروم ويطلق أيضا على ا لنخلات العديدة تربى في أصل واحد ولعل جنات القبط كانت كذلك كما تشهد به بعض الصور المرسومة على هياكلهم نقشا ودهنا وقد تقدم في قوله تعالى ( وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات ) في سورة الأنعام وفعله عرش - من بابي ضرب ونصر - وبالأول قرأ الجمهور وقرأ بالثاني ابن عامر وأبو بكر عن عاصم وذلك أن الله خرب ديار فرعون وقومه المذكورين ودمر جناتهم بما ظلموا بالاهمال أو بالزلزال أو على أيدي جيوش أعدائهم الذين ملكوا مصر بعدهم ويجوز أن يكون ( يعرشون ) بمعنى يرفعون أي يشيدون من البناء مثل مباني الاهرام والهياكل وهو المناسب لفعل ( دمرنا ) شبه البناء المرفوع بالعرش . ويجوز ان يكون يعرشون استعارة لقوة الملك والدولة ويكون دمرنا ترشيحا للاستعارة .
وفعل ( كان ) في الصلتين دال على أن ذلك دأبه وهجيراه أي ما عني به من الصنائع والجنات . وصيغة المضارع في الخبرين " عن كان " للدلالة على التجدد والتكرر .
( وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون [ 138 ] إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون [ 39 ] قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العلمين [ 140 ] )