وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واليم : البحر والنهر العظيم قيل هو كلمة عربية . وهو صنيع الكشاف إذ جعله مشتقا من التيمم لأنه يقصد للمنتفعين به وقال بعض اللغويين : هو معرب عن السريانية وأصله فيها " يما " وقال شيد له : هو من القبطية وقال ابن الجوزي : هو من العبرية ولعله موجود في هذه اللغات . ولعل أصله عربي وأخذته لغات أخرى سامية من العربية والمراد به هنا بحر القلزم المسمى في التوراة بحر سوف وهو البحر الأحمر . وقد أطلق " اليم " على نهر النيل في قوله تعالى ( أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم ) وقوله ( فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ) فالتعريف في قوله ( اليم ) هنا تعريف العهد الذهني عند علماء المعاني المعروف بتعريف الجنس عند النحاة إذ ليس في العبرة اهتمام ببحر مخصوص ولكن بفرد من هذا النوع .
وقد أغرق فرعون وجنده في البحر الأحمر حين لحق بني إسرائيل يريد صدهم عن الخروج من أرض مصر وتقدمت الإشارة إلى ذلك في سورة البقرة وسيأتي تفصيله عند قوله تعالى ( حتى إذا أدركه الغرق ) في سورة يونس .
والباء في ( بأنهم ) للسببية أي : أغرقناهم جزاء على تكذيبهم بالآيات .
والغفلة ذهول الذهن عن تذكر شيء وتقدمت في قوله تعالى ( وإن كنا عن دراستهم لغافلين ) في سورة الأنعام وأريد بها التغافل عن عمد وهو الإعراض عن التفكر في الآيات وإباية النظر في دلالتها على صدق موسى فإطلاق الغفلة على هذا مجاز وهذا تعريض بمشركي العرب في إعراضهم عن التفكر في صدق الرسول A ودلالة معجزة القرآن فلذلك أعيد التصريح بتسبب الإعراض في غرقهم مع استفادته من التفريع بالفاء في قوله ( فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم ) تنبيها للسامعين للانتقال من القصة إلى العبرة .
وقد صيغ الإخبار عن إعراضهم بصيغة الجملة الاسمية للدلالة على أن هذا الاعراض ثابت لهم وراسخ فيهم وأنه هو علة التكذيب المصوغ خبره بصيغة الجملة الفعلية لإفادة تجدده عند تجدد الآيات .
( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشرق الأرض ومغربها التي باركنا فيها ) A E عطف على ( فانتقمنا منهم ) . والمعنى : فأخذناهم بالعقاب الذي استحقوه وجازينا بني إسرائيل بنعمة عظيمة .
وتقدم آنفا الكلام على معنى ( أورثنا ) عند قوله تعالى ( أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها ) والمراد هنا تمليك بني إسرائيل جميع الأرض المقدسة بعد أهلها من الأمم التي كانت تملكها من الكنعانيين وغيرهم . وقد قيل إن فرعون كان له سلطان على بلاد الشام ولا حاجة إلى هذا إذ ليس في الآية تعيين الموروث عنه .
والقوم الذين كانوا يستضعفون هم بنو إسرائيل كما وقع في الآية الأخرى ( كذلك وأورثناها بني إسرائيل ) . وعدل عن تعريفهم بطريق الإضافة إلى تعريفهم بطريق الموصولية لنكتتين : أولاهما الإيماء إلى علة الخبر أي أن الله ملكهم الأرض وجعلهم أمة حاكمة جزاء لهم على ما صبروا على الاستعباد غيرة من الله على عبيده .
الثانية : التعريض ببشارة المؤمنين بمحمد A بأنهم ستكون لهم عاقبة السلطان كما كانت لبني إسرائيل جزاء على صبرهم على الأذى في الله ونذارة المشركين بزوال سلطان دينهم .
ومعنى يستضعفون : يستعبدون ويهانون فالسين والتاء للحسبان مثل استنجب أو للمبالغة كما في استجاب .
والمشارق والمغارب جمع باعتبار تعدد الجهات لأن الجهة أمر نسبي تتعد بتعدد الأمكنة المفروضة والمراد بهما إحاطة الأمكنة .
و ( الأرض ) أرض الشام وهي الأرض المقدسة وهي تبتديء من السواحل الشرقية الشمالية للبحر الأحمر وتنتهي إلى سواحل بحر البروم وهو البحر المتوسط وإلى حدود العراق وحدود بلاد العرب وحدود بلاد الترك .
و ( التي باركنا فيها ) صفة للأرض أو لمشارقها ومغاربها لأن ما صدقيهما متحدان أي قدرنا لها البركة . وقد مضى الكلام على البركة عند قوله تعالى ( لفتحنا عليهم بركات ) في هذه السورة . أي أعضناهم عن أرض مصر التي أخرجوا منها أرضا هي خير من أرض مصر .
( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون [ 137 ] )