وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( إلى أجل هم بالغوه ) متعلق ب ( كشفنا ) باعتبار كون كشف الرجز إزالة للموتان الذي سببه الطاعون فإزالة الموتان مغياة إلى أجل هم بالغون إليه وهو الأجل الذي قدره الله لهلاكهم فالغاية منظور فيها إلى فعل الكشف لا إلى مفعوله وهو الرجز .
وجملة ( إذا هم ينكثون ) جواب ( لما ) . ( وإذا ) رابطة للجواب لوقوع جواب الشرط جملة اسمية فلما كان ( إذا ) حرفا يدل على معنى المفاجأة كان فيه معنى الفعل كأنه قيل فاجأوا بالنكث أي : بادروا به ولم يؤخروه . وهذا وصف لهم بإضمار الكفر بموسى وإضمار النكث لليمين .
والنكث حقيقته نقض المفتول من حبل أو غزل قال تعالى ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) واستعير النكث لعدم الوفاء بالعهد كما استعير الحبل للعهد في قوله تعالى ( الإنجيل من الله وحبل من الناس ) ففي قوله ( ينكثون ) استعارة تبعية .
وهذا النكث هو أن فرعون بعد أن أذن لبني إسرائيل بالخروج وخرجوا من أرض " جاسان " ليلا قال لفرعون بعض خاصته : ماذا فعلنا حتى أطلقنا إسرائيل من خدمتنا فندم فرعون وجهز جيشا للالتحاق ببني إسرائيل ليردوهم إلى منازلهم كما هو في الإصحاح الرابع عشر من سفر الخروج .
( فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين [ 136 ] ) A E هذا محل العبرة من القصة فهو مفرع عليها تفريع النتيجة على المقدمات والفذلكة على القصة فإنه يعد أن وصف عناد فرعون وملئه وتكذيبهم رسالة موسى واقتراحهم على موسى أن يجيء بآية ومشاهدتهم آية انقلاب العصا ثعبانا وتغيير لون يده ورميهم موسى بالسحر وسوء المقصد ومعارضة السحرة معجزة موسى وتغلب موسى عليهم وكيف أخذ الله آل فرعون بمصائب جعلها آيات على صدق موسى وكيف كابروا وعاندوا حتى ألجئوا إلى ان وعدوا موسى بالإيمان وتسريح بني إسرائيل معه وعاهدوه على ذلك فلما كشف عنهم الرجز نكثوا فأخبر الله بأن ذلك ترتب عليه استئصال المستكبرين المعاندين وتحرير المؤمنين الذين كانوا مستضعفين .
وذلك محل العبرة فلذلك كان الموقع في عطفه لفاء الترتيب والتسبب وقد اتبع في هذا الختام الاسلوب التي اختتمت به القصص التي قبل هذا .
والانتقام افتعال وهو العقوبة الشديدة الشبيهة بالنفم وهو غضب الحنق على ذنب اعتداء على المنتقم ينكر ويكره فاعله .
وأصل صيغة الافتعال أن تكون لمطاوعة فعل المتعدي بحيث يكون فاعل المطاوعة هو مفعول الفعل المجرد ولم يسمع أن قالوا نقمه فانتقم أي أحفظه وأغضبه فعاقب فهذه المطاوعة أميت فعلها المجرد وعدوه إلى المعاقب بمن الابتدائية للدلالة على أنه منشأ العقوبة وسببها وأنه مستوجبها وتقدم الكلام على المجرد من هذا الفعل عند قوله تعالى آنفا ( وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا ) .
وكان إغراقهم انتقاما من الله لذاته لأنهم جحدوا انفراد الله بالإلهية أو جحدوا إلهيته أصلا وانتقاما أيضا لبني إسرائيل لأن فرعون وقومه ظلموا بني إسرائيل وأذلوهم واستعبدوهم باطلا .
والإغراق : الإلقاء في الماء المستبحر الذي يغمر الملقى فلا يترك له تنفسا وهو بيان للانتقام وتفصيل لمجمله فالفاء في قوله ( فأغرقناهم ) للترتيب الذكري وهو عطف مفصل على مجمل كما في قوله تعالى ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) .
وحمل صاحب الكشاف الفعل المطلوب عليه هنا على معنى العزم فيكون المعنى : فأردنا الانتقام منهم فأغرقناهم وقد تقدم تحقيقه عند قوله تعالى ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) في سورة البقرة