وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والقصر المستفاد من ( إنما ) إضافي أي : سوء حالهم عقاب من الله لا من عند موسى ومن معه فلا ينافي أن المؤمنين يعلمون أن سبب حلول المصائب بأهل الشرك المعاندين للرسل هو شركهم وتكذيبهم الرسل : يعلمون ذلك بأخبار الرسل أو بصدق الفراسة وحسن الاستدلال كما قال أبو سفيان ليلة الفتح لما هداه الله " لقد علمت أن لو كان معه إله آخر لقد أغنى عني شيئا " . فأما المشركون وأضرابهم من أهل العقائد الضالة فيسندون صدور الضرر والنفع إلى أشياء تقارن حصول ضر ونفع فيتوهمون تلك المقارنة تسببا ولذلك تراهم يتطلبون معرفة حصول الخير والشر من غير أسبابها ومن ذلك الاستقسام بالأزلام كما تقدم في سورة العقود .
وجملة ( ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون ) معترضة ولذلك فصلت والاستدراك المستفاد من ( لكن ) ناشئ عما يوهمه الاهتمام بالخبر الذي قبله لقرنه بأداة الاستفتاح واشتماله على صيغة القصر : من كون شأنه أن لا يجهله العقلاء فاستدرك بأن أكثر أولئك لا يعلمون .
فالضمير في قوله ( أكثرهم ) عائد إلى الذين ( قالوا لنا هذه ) وإنما نفي العلم عن أكثرهم تنبيها على أن قليلا منهم يعلمون خلاف ذلك ولكنهم يشايعون مقالة الأكثرين .
( وقالوا مهما تأتنا به من أية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين [ 132 ] فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين [ 133 ] ) جملة ( وقالوا ) معطوفة على جملة ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) الآية فهم قابلوا المصائب التي أصابهم الله بها ليذكروا بازدياد الغرور فأيسوا من التذكر بها وعاندوا موسى حين تحداهم بها فقالوا : مهما تأتنا به من أعمال سحرك العجيبة فما نحن لك بمؤمنين أي : فلا تتعب نفسك في السحر .
و ( مهما ) اسم مضمن معنى الشرط لأن أصله ( ما ) الموصولة أو النكرة الدالة على العموم فركبت معها ( ما ) لتصييرها شرطية كما ركبت ( ما ) مع " أي " و " متى " و " أين " فصارت أسماء شرط وجعلت الألف الأولى هاء استثقالا لتكرير المتجانسين ولقرب الهاء من الألف فصارت مهما ومعناها : شيء ما وهي مبهمة فيؤتى بعدها بمن التبيينية أي : إن تأتنا بشيء من الآيات فما نحن لك بمؤمنين .
A E و ( مهما ) في محل رفع بالابتداء والتقدير : أيما شيء تأتينا به وخبره الشرط وجوابه ويجوز كونها في محل نصب لفعل محذوف يدل عليه ( تأتنا به ) المذكور . والتقدير : أي شيء تحضرنا تأتينا به .
وذكر ضمير ( به ) رعيا للفظ ( مهما ) الذي هو في معنى أي شيء وأنث ضمير ( بها ) رعيا لوقوعه بعد بيان ( مهما ) باسم مؤنث هو ( آية ) .
ومن ( آية ) بيان لإبهام ( مهما ) .
والآية : العلامة الدالة وقد تقدم الكلام عليها عند قوله تعالى ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار ) في سورة البقرة وفي قوله تعالى ( وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه ) في سورة الأنعام .
وسموا ما جاء به موسى آية باعتبار الغرض الذي تحداهم به موسى حين الإتيان بها لأن موسى يأتيهم بها استدلالا على صدق رسالته وهم لا يعدونها آية ولكنهم جاروا موسى في التسمية بقرينة قولهم ( لتسحرنا بها ) وفي ذلك استهزاء كما حكى الله عن مشركي أهل مكة وقالوا ( يأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) بقرينة قولهم : إنك لمجنون .
وجملة ( فما نحن لك بمؤمنين ) مفيدة المبالغة في القطع بانتفاء إيمانهم بموسى لأنهم جاءوا في كلامهم بما حوته الجملة الاسمية التي حكته من الدلالة على ثبوت هذا الانتفاء ودوامه وبما تفيده الباء من توكيد النفي وما يفيده تقديم متعلق مؤمنين من اهتمامهم بموسى في تعليق الإيمان به المنفي باسمه .
والفاء في قوله ( فأرسلنا ) لتفريع إصابتهم بهذه المصائب على عتوهم وعنادهم .
والإرسال : حقيقته توجيه رسول أو رسالة فيعدى إلى المفعول الثاني " بإلى " ويضمن معنى الإرسال من فوق فيعدى إلى المفعول الثاني " بعلى " قال تعالى ( وأرسل عليهم طيرا أبابيل ) ( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ) فحرف ( على ) دل على أن جملة أرسلنا مفرعة تفريع العقاب لا تفريع زيادة الآيات