وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا الذي ترك الأوهام حائرة ... وصير العالم النحرير زنديقا ولا شك أن الذين استمعوا القرآن ممن أنزل عليه A قد اهتدوا واستفاقوا فمن أجل ذلك تأهلوا لامتلاك العالم ولاقوا .
و ( من ) في قوله ( من بيننا ) ابتدائية . و ( بين ) ظرف يدل على التوسط أي من الله عليهم مختارا لهم من وسطنا أي من عليهم وتركنا فيؤول إلى معنى من دوننا .
A E وقوله ( أليس الله بأعلم بالشاكرين ) تذييل للجملة كلها فهو من كلام الله تعالى وليس من مقول القول ولذلك فصل . والاستفهام تقريري . وعدي ( أعلم ) بالباء لأنه بصيغة التفضيل صار قاصرا . والمعنى أن الله أعلم بالشاكرين من عباده فلذلك من على الذين أشاروا إليه بقولهم ( أهؤلاء من الله عليهم ) بمنة الإيمان والتوفيق .
ومعنى علمه تعالى بالشاكرين أنه أعلم بالذين جاءوا إلى الرسول A مستجيبين لدعوته بقريحة طالبين النجاة من الكفر راغبين في حسن العاقبة فهو يلطف بهم ويسهل لهم الإيمان ويحببه إليهم ويزينه في قلوبهم ويزيدهم يوما فيوما تمكنا منه وتوفيقا وصلاحا فهو أعلم بقلوبهم وصدقهم من الناس الذين يحسبون أن رثاثة حال بعض المؤمنين تطابق حالة قلوبهم في الإيمان فيأخذون الناس ببزاتهم دون نياتهم . فهذا التذييل ناظرا إلى قوله ( إنما يستجيب الذين يسمعون ) .
وقد علم من قوله ( أليس الله بأعلم بالشاكرين ) أنه أيضا أعلم بأضدادهم . ضد الشكر هو الكفر كما قال تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) فهو أعلم بالذين يأتون الرسول E مستهزئين متكبرين لا هم لهم إلا تحقير الإسلام والمسلمين وقد استفرغوا وسعهم ولبهم في مجادلة الرسول A وتضليل الدهماء في حقيقة الدين . ففي الكلام تعريض بالمشركين .
( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلم عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهلة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم [ 54 ] ) عطف على قوله ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم ) وهو ارتقاء في إكرام الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي . فهم المراد بقوله ( الذين يؤمنون بآياتنا ) .
ومعنى ( يؤمنون بآياتنا ) أنهم يوقنون بأن الله قادر على أن ينزل آيات جمة . فهم يؤمنون بما نزل من الآيات وبخاصة آيات القرآن وهو من الآيات قال تعالى ( أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ) .
وقوله ( فقل سلام عليكم ) قيل : معناه حيهم بتحية الإسلام وهي كلمة ( سلام عليكم ) وقيل : أبلغهم السلام من الله تعالى تكرمة لهم لمضادة طلب المشركين طردهم .
وقد أكرمهم الله كرامتين الأولى أن يبدأهم النبي A بالسلام حين دخولهم عليه وهي مزية لهم لأن شأن السلام أن يبتدئه الداخل ثم يحتمل أن هذا حكم مستمر معهم كلما أدخلوا على رسول الله A ويحتمل أنه للمرة التي يبلغهم فيها هذه البشارة فنزل هو منزلة القادم عليهم لأنه زف إليهم هذه البشرى .
والكرامة الثانية هي بشارتهم برضى الله عنهم بأن غفر لهم ما يعملون من سوء إذا تابوا من بعده وأصلحوا . وهذا الخبر وإن كان يعم المسلمين كلهم فلعله لم يكن معلوما فكانت البشارة به في وجوه المؤمنين يومئذ تكرمة لهم ليكونوا ميموني النقيبة على بقية إخوانهم والذين يجيئون من بعدهم