وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( سبحان ) اسم مصدر سبح وليس مصدرا لأنه لم يسمع له فعل سالم . وجزم ابن جني بأنه علم على التسبيح فهو من أعلام الأجناس وهم ممنوع من الصرف للعلمية والزيادة . وتقدم الكلام عليه عند قوله تعالى ( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) في سورة البقرة .
وقوله ( أن يكون له ولد ) متعلق ب ( سبحان ) بحرف الجر وهو حرف ( عن ) محذوفا .
وجملة ( له ما في السماوات وما في الأرض ) تعليل لقوله ( سبحانه أن يكون له ولد ) لأن الذي له ما في السماوات وما في الأرض قد استغنى عن الولد ولأن من يزعم أنه ولد له هو مما في السماوات والأرض كالملائكة أو المسيح فالكل عبيده وليس الابن بعبد .
وقوله ( وكفى بالله وكيلا ) تذييل والوكيل الحافظ والمراد هنا حافظ ما في السماوات والأرض أي الموجودات كلها . وحذف مفعول ( كفى ) للعموم أي كفى كل أحد أي فتوكلوا عليه ولا تتوكلوا على من تزعمونه ابنا له . وتقدم الكلام على هذا التركيب عند قوله تعالى ( وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ) في هذه السورة .
( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا [ 172 ] فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون من دون الله وليا ولا نصيرا [ 173 ] ) استئناف واقع موقع تحقيق جملة ( له ما في السماوات وما في الأرض ) أو موقع الاستدلال على ما تضمنته جملة ( سبحانه أن يكون له ولد ) .
والاستنكاف : التكبر والامتناع بأنفة فهو أشد من الاستكبار . ونفي استنكاف المسيح : إما إخبار عن اعتراف عيسى بأنه عبد الله وإما احتجاج على النصارى بما يوجد في أناجيلهم . قال الله تعالى حكاية عنه ( قال إني عبد الله آتاني الكتاب ) إلخ . وفي نصوص الإنجيل كثير مما يدل على أن المسيح عبد الله وأن الله إلهه وربه كما في مجادلته مع إبليس فقد قال له المسيح " للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد " .
وعدل عن طريق الإضافة في قوله " عبدا لله " فأظهر الحرف الذي تقدر الإضافة عليه : لأن التنكير هنا أظهر في العبودية أي عبدا من جملة العبيد ولو قال : عبد الله لأوهمت الإضافة أنه العبد الخصيص أو أن ذلك علم له . وأما ما حكى الله عن عيسى عليه السلام في قوله قال ( إني عبد الله آتاني الكتاب ) فلأنه لم يكن في مقام خطاب من ادعوا له الإلهية .
وعطف الملائكة على المسيح مع أنه لم يتقدم ذكر لمزاعم المشركين بأن الملائكة بنات الله حتى يتعرض لرد ذلك إدماج لقصد استقصاء كل من ادعيت له بنوة الله ليشمله الخبر بنفي استنكافه عن أن يكون عبدا لله إذ قد تقدم قبله قوله ( سبحانه أن يكون له ولد ) وقد قالت العرب : إن الملائكة بنات الله من نساء الجن ولأنه قد تقدم أيضا قوله ( له ما في السماوات وما في الأرض ) ومن أفضل ما في السماوات الملائكة فذكروا هنا للدلالة على اعترافهم بالعبودية . وإن جعلت قوله ( لن يستنكف المسيح ) استدلالا على ما تضمنه قوله ( سبحانه أن يكون له ولد ) كان عطف ( ولا الملائكة المقربون ) محتملا للتتميم كقوله ( الرحمان الرحيم ) فلا دلالة فيه على تفضيل الملائكة على المسيح ولا على العكس ؛ ومحتملا للترقي إلى ما هو الأولى بعكس الحكم في أوهام المخاطبين وإلى هذا الأخير مال صاحب الكشاف ومثله بقوله تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) وجعل الآية دليلا على أن الملائكة أفضل من المسيح وهو قول المعتزلة بتفضيل الملائكة على الأنبياء وزعم أن علم المعاني لا يقتضي غير ذلك وهو تضييق لواسع فإن الكلام محتمل لوجوه كما علمت فلا ينهض به الاستدلال .
A E