وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" لنبي لهم " هو يوشع أو شمعون أو شمويل " ابعث لنا " أنهض للقتال معنا أميرا نصدر في تدبير الحرب عن رأيه وننتهي إلى أمره طلبوا من نبيهم نحو ما كان يفعل رسول الله A من التأمير على الجيوش التي كان يجهزها ومن أمرهم بطاعته وامتثال أوامره . وروي أنه أمر الناس إذا سافروا أن يجعلوا أحدهم أميرا عليهم " نقاتل " قرئ بالنون والجزم على الجواب . وبالنون والرفع على أنه حال أي ابعثه لنا مقدرين القتال . أو استئناف كأنه قال لهم : ما تصنعون بالملك ؟ فقالوا : نقاتل . وقرئ : يقاتل بالياء والجزم على الجواب وبالرفع على أنه صفة لملكا . وخبر عسيتم " ألا تقاتلوا " والشرط فاصل بينهما . والمعنى : هل قاربتم أن لا تقاتلوا ؟ يعني هل الأمر كما أتوقعه أنكم لا تقاتلون ؟ أراد أن يقول : عسيتم أن لا تقاتلوا بمعنى أتوقع جبنكم عن القتال فأدخل هل مستفهما عما هو متوقع عنده ومظنون . وأراد بالاستفهام التقرير وتثبيت أن المتوقع كائن وأنه صائب في توقعه كقوله تعالى : " هل أتى على الإنسان " الإنسان : 1 ، معناه التقرير . وقرئ عسيتم بكسر السين وهي ضعيفة " وما لنا ألا نقاتل " وأي داع لنا إلى ترك القتال وأي غرض لنا فيه " وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا " وذلك أن قوم جالوت كانوا يسكنون ساحل بحر الروم بين مصر وفلسطين فأسروا من أبناء ملوكهم أربعمائة وأربعين . " إلا قليلا منهم " قيل : كان القليل منهم ثلثمائة وثلاثة عشر على عدد أهل بدر " والله عليم بالظالمين " وعيد لهم على ظلمهم في القعود عن القتال وترك الجهاد .
" وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم " " طالوت " اسم أعجمي كجالوت وداود . وإنما امتنع من الصرف لتعريفه وعجمته وزعموا أنه من الطوال لما وصف به من البسطة في الجسم . ووزنه إن كان من الطول فعلوت منه أصله طولوت إلا أن امتناع صرفه يدفع أن يكون منه إلا أن يقال : هو اسم عبراني وافق عربيا كما وافق حنطاء حنطة وبشمالاها لها رحمانا رحيما بسم الله الرحمن الرحيم فهو من الطول كما لو كان عربيا وكان أحد سببيه العجمة لكونه عبرانيا " أنى " كيف ومن أين وهو إنكار لتملكه عليهم واستبعاد له . فإن قلت : ما الفرق بين الواوين في " ونحن أحق " " ولم يؤت " ؟ قلت : الأولى للحال والثانية لعطف الجملة على الجملة الواقعة حالا قد انتظمتهما معا في حكم واو الحال . والمعنى : كيف يتملك علينا والحال أنه لا يستحق التملك لوجود من هو أحق بالملك وأنه فقير ولابد للملك من مال يعتضد به . وإنما قالوا ذلك لأن النبوة كانت في سبط لاوي بن يعقوب والملك في سبط يهوذا ولم يكن طالوت من أحد السبطين ولأنه كان رجلا سقاء أو دباغا فقيرا . وروي : أن نبيهم دعا الله تعاى حين طلبوا منه ملكا فأتى بعصا يقاس بها من يملك عليهم فلم يساوها إلا طالوت " قال إن الله اصطفاه عليكم " يريد أن الله هو الذي اختاره عليكم وهو أعلم بالمصالح منكم ولا اعتراض على حكم الله . ثم ذكر مصلحتين أنفع مما ذكروا من النسب والمال وهما العلم المبسوط والجسامة . والظاهر أن المراد بالعلم المعرفة بما طلبوه لأجله من أمر الحرب . ويجوز أن يكون عالما بالديانات وبغيرها . وقيل : قد أوحي إليه ونبئ . وذلك أن الملك لابد أن يكون من أهل العلم فإن الجاهل مزدرى غير منتفع به وأن يكون جسيما يملأ العين جهارة لأنه أعظم في النفوس وأهيب في القلوب . والبسطة : السعة والامتداد . وروي أن الرجل القائم كان يمد يده فينال رأسه " يؤتي ملكه من يشاء " أي الملك له غير منازع فيه فهو يؤتيه من يشاء : من يستصلحه للملك " والله واسع " الفضل والعطاء يوسع على من ليس له سعة من المال ويغنيه بعد الفقر " عليم " بمن يصطفيه للملك .
" وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين "