وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

على مدة لبثهم بما تحققوه من تبدل القرون وجعل إذيتنازعون على هذا ابتداء أخبار عن القوم الذين بعثوا في عهدهم وخص الأمر المتنازع فيه بأمر البناء والمسجد ويختار حينئذ تعلق الظرف باذكر ولا يخفى أن جعل ذلك الضمير للفتية وإن دعا لتأويل يعلم بما سمعت ليس ببعيد الإرادة من النظم الكريم إذا قطع النظر عن الأمور الخارجية كالآثار ولم يذهب أحد فيما أعلم إلى احتمال كون الضمائر في قوله تعالى إذ يتنازعون بينهم أمرهم عائدة على الفتية كضمير يعلموا و إذ ظرف أعثرنا والمراد بالأمر المتنازع مقدار زمن لبثهم وتنازعهم فيه قول بعضهم لبثنا يوما أو بعض يوم وقول الآخر ردا عليه ربكم أعلم بما لبثتم وحيث لم يتضح الحال ولم يحصل الاجماع على مقدار معلوم كان التنازع في حكم الباقي فكان زمانه ممتدا فصح أن يكون ظرفا للإعثار وضمير فقالوا للمعثرين والفاء فصيحة أي وكذلك أعثرنا الناس على الفتية وقت تنازعهم في مدة لبثهم ليزدادوا علما بالبعث فكان ما كان وصار لهم بين الناس شأن أي شأن فقالوا ابنوا إلى آخره وكان ذلك لما فيه من التكلف مع عدم مساعدة الآثار إياه ثم ما ذكر من احتمال كون ربهم أعلم بهم من كلامه سبحانه جيء به لرد المتنازعين من المعثرين لا يخلو عن بعد وأما الاحتمال الأخير فبعيد جدا والظاهر أنه حكاية عن المعثرين وهو شديد الملاءمة جدا لكون التنازع في أمرهم من الموت والحياة والذي يقتضيه كلام كثير من المفسرين أن غرض الطائفتين القائلين ابنوا إلى آخره والقائلين لنتخذن إلى آخره تعظيمهم وإجلالهم والمراد من الذين غلبوا على أمرهم كما أخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة الولاة ويلائمه لنتخذن دون اتخذوا بصيغة الطلب المعبر بها الطائفة الأولى فإن مثل هذا الفعل تنسبه الولاة إلى أنفسها وضمير أمرهم هنا قيل للموصول المراد به الولاة ومعنى غلبتهم على أمرهم أنهم إذا أرادوا أمرا لم يتعسر عليهم ولم يحل بينه وبينهم أحد كما قيل في قوله تعالى والله غالب على أمره .
وذكر بعض الأفاضل أن الضمير لأصحاب الكهف والمراد بالذين غلبوا قيل الملك المسلم وقيل أولياء أصحاب الكهف وقيل رؤساء البلد لأن من له الغلبة في هذا النزاع لابد أن يكون أحد هؤلاء والمذكور في القصة أن الملك جعل على باب الكهف مسجدا وجعل له في كل سنة عيدا عظيما وعن الزجاج أن هذا يدل على أنه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث لأن المساجد إنما تكون للمؤمنين به انتهى .
ويبعد الأول التعبير بما يدل على الجمع والثاني إن أريد من الأولياء الأولياء من حيث النسب كما في قولهم أولياء المقتول أنه لم يوجد في أثر لأصحاب الكهف حين بعثوا أولياء كذلك وفسر غير واحد الموصول بالملك والمسلمين ولا بعد في إطلاق الأولياء عليهم كما في قوله تعالى : المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ويدل هذا على أن الطائفة الأولى لم تكن كذلك وقد روي أنها كانت كافرة وأنها أرادت بناء بيعة أو مصنع لكفرهم فمانعهم المؤمنون وبنوا عليها مسجدا وظاهر هذا الخبر أن المسجد مقابل البيعة وما أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير من أن الملك بنى عليهم بيعة فكتب في أعلاها أبناء الأراكنة أبناء الدهاقين ظاهر في عدم المقابلة ولعله الحق لأنه لا يصح أن يراد بالمسجد هنا ما يطلق عليه اليوم من مصلى المحمديين بل المراد به معبد المؤمنين من تلك الأمة وكانوا على ما سمعت أو لا نصارى وإن كان في المسئلة قول آخر ستسمعه إن شاء الله تعالى قريبا ومعبدهم يقال له بيعة وظاهر ما تقدم أن المسجد اتخذ لأن يعبد الله تعالى فيه من شاء