وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اختصارات القرآن كأنه قيل : وكذلك أعثرنا الناس على أصحاب الكهف حين تنازعهم في أمر البعث فتحققوا ذلك وعلموا أن هؤلاء آية من آياتنا فتوفاهم الله تعالى بعد أن حصل الغرض من الاعثار فقالوا ابنوا إلى آخره وكذلك على القول الثاني كأنه قيل وكذلك أعثرنا الناس على أصحاب الكهف حين تذاكرهم أمرهم وما جرى لهم في عهد الملك الجبار ولم يكونوا عارفين بما هم عليه فوقفوا من أحوالهم على ما وقفوا واتضح لهم ما كانوا قد جهلوا فتوفاهم الله تعالى بعد أن حصل الغرض من الاعثار فقالوا ابنوا إلى آخره أي قال بعضهم ابنوا عليهم أي على باب كهفهم بنيانا نصب على أنه مفعول به وهو كما قال الراغب وأحد لا جمع له وقال أبو البقاء : هو جمع بنيانة كشعير وشعيرة وقيل : هو نصب على المصدرية وهذا القول من البعض عند بعض كان عن اعتناء بالفتية وذلك أنهم ضنوا بتربتهم فطلبوا البناء على باب كهفهم لئلا يتطرق الناس إليهم .
وجوزوا في قوله تعالى : ربهم أعلم بهم بعد القول بأنه اعتراض أن يكون من كلام المتنازعين المعثرين كأنهم تذاكروا أمرهم وتناقلوا الكلام في أنسابهم وأحوالهم ومدة لبثهم فلما لم يهتدوا إلى حقيقة ذلك فوضوا العلم إلى الله تعالى علام الغيوب وأن يكون من كلامه سبحانه ردا للخائضين في أمرهم إما من المعثرين أو ممن كان في عهده من أهل الكتاب وحينئذ يكون فيه التفات على أحد المذهبين وقيل : ضمير أمرهم للفتية والمراد بالأمر الشأن والحال الذي كان بعد الاعثار على أن المعنى إذ يتنازعون بينهم تدبير أمرهم وحالهم حين توفوا كيف يفعلون بهم وبماذا يجلون قدرهم أو إذا يتنازعون بينهم أمرهم من الموت والحياة حيث خف عليه ذلك بعد الاعثار فلم يدروا هل ماتوا أو ناموا كما في أول مرة وعلى هذا تكون إذ معمولا لا ذكر مضمرا أو ظرفا لقوله تعالى قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليه مسجدا 12 ويكون قوله تعالى فقالوا معطوفا على يتنازعون وإيثار صيغة الماضي للدلالة على أن هذا القول ليس مما يستمر ويتجدد كالمتنازع وصرح بعض الأجلة أن الفاء على أول المعنيين للتعقيب وعلى ثانيهما فصيحة كأنه قيل : اذكر حين يتنازعون في أنهم ماتوا أو ناموا ثم فرغوا من التنازع في ذلك واهتموا بالجلال قدرهم وتشهير أمرهم فقالو ابنوا إلى آخره وذكر الزمخشري احتمال كون الضمير أمرهم للمعثرين وإن المراد من أمرهم أمر دينهم وهو البعث واحتمال كون الضمير للفتية والمعنى حينئذ إذ يتذاكر الناس بينهم أمر أصحاب الكهف ويتكلمون في قصتهم وما أظهر الله تعالى من الآية فيهم أو إذ يتنازعون بينهم تدبير أمرهم حين توفوا كيف يخفون مكانهم وكيف يسدون الطريق إليهم وجعل إذ في الأوجه ظرفا لأعثرنا وذكر صاحب الكشف أن الفاء على الأول فصيحة لا محال وعلى الآخرين للتعقيب أما على الثاني منها فظاهر وأمال على الأول فلأنهم لما تذاكروا قصتهم وحالهم وما أظهر الله تعالى من الآية فيهم قالوا : دعوا ذلك وابنوا عليهم بنيانا أي خذوا فبيما هو أهم إلى آخر ما قال واحتمال جعل الفاء فصيحة على هذا الأول غير بعيد وتعلق الظرف بأعثرنا على الوجهين الآخرين وكذا على ما نقلناه آنفا ليس بشيء لأن أعثارهم ليس في وقت التنازع فيما ذكر بل قبله .
وجعل وقت التنازع ممتدا يقع في بعضه الإعثار وفي بعضه التنازع تعسف لا يخفى مع أنه لا مخصص لإضافته إلى التنازع وهو مؤخر في الوقوع وحكى في البحر أن ضمير ليعلموا عائد على أصحاب الكهف والمراد أعثرنا عليهم ليزدادوا علما بأن وعد الله حق إلى آخره وجعل ذلك غاية للإعثار بواسطة وقوفهم بسببه