وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الجملة ثانيهما كونها مستأنفة وهو الظاهر وما أشار إليه من وجه الربط وادعى أنه التحقيق لا يخلو عما هو خلاف المتبادر والتعبير بصيغة الإستقبال للإشارة إلى أن التنزيل عادة مستمرة له تعالى والمراد بالملائكة عند الجمهور جبريل عليه السلام ويسمى الواحد بالجمع كما قال الواحدي إذا كان رئيسا وعند بعض هو عليه السلام ومن معه من حفظة الوحي .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ينزل مخففا من الإنزال وزيد بن علي رضي الله تعالى عنهما والأعمش وأبو بكر ينزل مشددا مبنيا للمفعول والملائكة بالرفع على أنه نائب الفاعل والجحدري كذلك إلا أنه خفف وأبو العالية والأعرج والمفضل عن عاصم تنزل بتاء فوقية مفتوحة وتشديد الزاي مبنيا للفاعل وقد حذف منه أحد التاءين وأصله تتنزل وابن أبي عبلة ننزل بنون العظمة والتشديد وقتادة بالنون والتخفيف وفي هاتين القراءتين كما في البحر التفات بالروح أي الوحي كما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ويدخل في ذلك القرآن وروي عن الضحاك والربيع بن أنس الإقتصار عليه وأما ما كان فإطلاق الروح على ذلك بطريق الإستعارة المصرحة المحققة ووجه الشبه أن الوحي يحيي القلوب الميتة بداء الجهل والضلال أو أنه يكون به قوام الدين كما أن بالروح يكون قوام البدن ويلزم ذلك استعارة مكنية وتخييلية وهي تشبه الجهل والضلال بالموت وضد ذلك بالحياة أو تشبيه الدين بإنسان ذي جسد وروح وهذا كما إذا قلت : رأيت بحرا يغترف الناس منه وشمسا يستغيثون بها فإنه يتضمن تشبيه علم الممدوح بالماء العظيم والنور الساطع لكنه جاء من عرض فليس كأنظار المنية وليس غير كونه استعارة مصرحة وجعل ذلك في الكشف من قبيل الإستعارة بالكناية وليس بذاك والباء متعلقة بالفعل السابق أو بما هو حال من مفعوله أي ينزل الملائكة ملتبسين بالروح وقوله سبحانه : من امرأة بيان للروح المراد به الوحي والأمر بمعنى الشأن واحد الأمور ولا يخرج ذلك الروح من الإستعارة إلى التشبيه كما قيل في قوله تعالى : حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر لما قالوا : من أن بينهما بونا بعيدا لأن نفس الفجر عين المشبه شبه بخيط وليس مطلق الأمر بالمعنى السابق مشبها به ولذا بينت به الروح الحقيقية في قوله تعالى : قل الروح من أمر ربي كما تبين به المجازية ولو قيل : يلقى أمره الذي هو الروح لم يخرج عن الإستعارة فليس وزان من أمره وزان من الفجر وليس كل بيان مانعا من الإستعارة كما يتوهم من كلام المحقق في شرح التلخيص .
وجوز أن يكون الجار والمجرور متعلقا بمحذوف وقع حالا من الروح على معنى حال كونه ناشئا ومبتدأ منه أو صفة له على رأي من جوز حذف الموصول مع بعض صلته أي بالروح الكائن من أمره أو متعلقا ينزل و من سببية أو تعليلية أو ينزل الملائكة بسبب أمره أو لأجله والأمر على هذا واحد الأوامر وعلى ما قبله قيل : فيه احتمالان وذهب بعضهم إلى أن الروح هو جبريل عليه السلام وأيده بقوله تعالى : نزل به الروح الأمين وجعل الباء بمعنى مع وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن الروح خلق من خلق الله تعالى كصور بني آدم لا ينزل من السماء ملك إلا ومعه واحد منهم وروي ذلك عن ابن جريج وعليه حمل بعضهم ما في الآية هنا وتعقب ذلك ابن عطية بأن هذا قول ضعيف لم يأت له سند يعول عليه وأضيف منه بل لا يكاد يقدم عليه في الآية أحد ما روي عن مجاهد أن المراد بالروح أرواح الخلق لا ينزل ملك إلا ومعه